فراس عبدالرزاق السوداني - في نُصرة غَزّة العِزّة

واعذِلُونا...! فالهوى أرَبُ * حملُهُ في بؤسنا تعبُ
وكفاحُ الموت سلوتُنا * وخلاصٌ صوته عَذِبُ
بين رشّاش يُهَلهِلهُم * قاصفَ الأشعار، يَنتخبُ
وأبابيلٍ سقَت لهُمُ * من حميمٍ رِيُّهُ لهبُ
بين ما يُلقُون من حُممٍ * فوق مَن لم يُلهِهِ اللعبُ
ليس كالأطفال في دَعة * ظِئرُه البارود والغضبُ
مسَّهُ...، ما مسّه خَطَل! * مسّه من عِزّة طربُ
أو رَزانٍ كابدت سَغَباً * في طُوى الأسحار تنتَحبُ
نافحت عن رُضّع زُغُبٍ * عضَّ من أكبادهم سغبُ
وهْي في الساحات شامخة * ودّعت مَن رُوحَهم وهبوا..
فأبٌ تزدان شيبتُه * بدمٍ مِن عطره سَكبوا
وأخ كالصَّخر عزمته * عَلَمٌ في زنده لهبُ
وخليل قام منتفضاً * عن وِساد الحِلّ، ينتقبُ...
ودّعتهم، وهْي نخوتُهم * عضبةً، للمجد تنتسبُ
ويحَ صُهيونٍ وناصرِهم * ويحَهم، يا ويحَهم.. كذَبوا!
ليس مَن دِيست كرامتُهُ * وانتحاه الجوع والرِّيبُ
كدعيٍّ جاءنا غَلَساً * في لَفيفٍ جمعُهُ عجَبُ
يا رجال الله، يا أملاً * كاد مِن أضلاعنا يثبُ!
جدّدوا من عزمكم ثقةً * من كتاب الله تنتصبُ
إنّ هذا الوعد رائدنا * في سبيلٍ شوطه نصَبُ
لتجُوسوا الأرض من خِلَلٍ * فأديمُ الأرض يختضبُ
غزّةَ الأفذاذ، لا تهني * واصبري، فالفجر يقتربُ!
ما انتظارُ الموت في وَهَن * غيرَ موتٍ ذلُّه كُرَبُ
ورَدى الحَومات مَكرمة * كُفؤها الفُتّاك والنُّجُبُ
ليس موتاً، فالرّدى أملٌ * بعضُهُ، تعلو به الرُّتبُ

13/ 10/ 2023م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى