كانت الأجواء مُمطرة
وبعد عراك طويل مع أمك
نزلتي إلى الشارع لشراء كيس ملح
لكنكِ لا تعرفين أن نزولك إلى الشارع
في هذا التوقيت بالذات
كان قد أنقذ شحاذاً كان ينام تحت بلكونة بيتكم
وكاد أن يموت من شدة البرد
لأن شعوراً بالدفء كان قد اخترق حواسه
لحظة خروجك من البوابة
فمشى وراءك إلى السوبر ماركت
واشترى لنفسه زجاجة مياة باردة
ظناً منه أننا في فصل الصيف !
لطالما كنت أقول لنفسي:
"وراء كل إسكافي حكاية كبيرة"
الإسكافي
الذي يُعسكر على يمين البوابة الرئيسية لبيتكم
يدعو الله كل صباح:
"يا رب اجعله يفكر في تلميع حذائه"
ويقصد أباكِ بالطبع
لأنه في كل مرة تقفين أمامه
حتى ينتهي من تلميع حذاء والدك
تخترق روحه إسكافية وتقوم بتلميع مشاعره.
هذا حال القريبين من بيتكم
فما بالك بالبعيدين ؟!
عن نفسي، أدبر حالي
لدي خدع ميتافيزيقية هائلة
أنفذ نصيحة بول إيلوار:
"أكتب اسمك فوق الفاكهة المشطورة إلى نصفين"
بالأمس، عند منتصف الليل
كتبت اسمك على خوخة مخملية ناعمة
ورميتها على طول ذراعي
فاستقرت في ثلاجة بيتكم في بيروت
ولكي يبدو الأمر أكثر إقناعاً
جعلتك تشعرين بالجوع
تمشين في الممر من غرفة نومك نحو الثلاجة
مرتديةً قبعة بابا نويل على شعرك
فتقع فردة حلقك اليسرى على الأرض
موسيقى تصويرية غامضة تنفجر من البلاط بفعل الرنين
الرنين جارح كالصقر
يصطاد الفريسة عن بُعد
لا يعرف الحلول الوسط
ولا يعرف الرحمة
تمدين يدك اليمنى نحو الثلاجة
فتتعلق هذه الخوخة بالذات في أصابعك
وما أن تستقر الخوخة المسحورة في أحشائك
حتى تشعرين بحريق هائل في قلبك
ألسنة النار السعيدة تشتعل بمرح
العلاقة واضحة بين الحب والحريق
لكليهما نفس الإيقاع
أعرف أنكِ تتفقين معي على ذلك
أليس كذلك؟
بالمناسبة
لو انتهت ٢٠٢٤ ونحن على هذه الحالة
سوف أطلب مساعدة الرئيس الكوري كيم جونغ اون
ليضع حداً لهذه المهزلة
فهو من أعز أصدقائي
وقد أعذر من أنذر.
وبعد عراك طويل مع أمك
نزلتي إلى الشارع لشراء كيس ملح
لكنكِ لا تعرفين أن نزولك إلى الشارع
في هذا التوقيت بالذات
كان قد أنقذ شحاذاً كان ينام تحت بلكونة بيتكم
وكاد أن يموت من شدة البرد
لأن شعوراً بالدفء كان قد اخترق حواسه
لحظة خروجك من البوابة
فمشى وراءك إلى السوبر ماركت
واشترى لنفسه زجاجة مياة باردة
ظناً منه أننا في فصل الصيف !
لطالما كنت أقول لنفسي:
"وراء كل إسكافي حكاية كبيرة"
الإسكافي
الذي يُعسكر على يمين البوابة الرئيسية لبيتكم
يدعو الله كل صباح:
"يا رب اجعله يفكر في تلميع حذائه"
ويقصد أباكِ بالطبع
لأنه في كل مرة تقفين أمامه
حتى ينتهي من تلميع حذاء والدك
تخترق روحه إسكافية وتقوم بتلميع مشاعره.
هذا حال القريبين من بيتكم
فما بالك بالبعيدين ؟!
عن نفسي، أدبر حالي
لدي خدع ميتافيزيقية هائلة
أنفذ نصيحة بول إيلوار:
"أكتب اسمك فوق الفاكهة المشطورة إلى نصفين"
بالأمس، عند منتصف الليل
كتبت اسمك على خوخة مخملية ناعمة
ورميتها على طول ذراعي
فاستقرت في ثلاجة بيتكم في بيروت
ولكي يبدو الأمر أكثر إقناعاً
جعلتك تشعرين بالجوع
تمشين في الممر من غرفة نومك نحو الثلاجة
مرتديةً قبعة بابا نويل على شعرك
فتقع فردة حلقك اليسرى على الأرض
موسيقى تصويرية غامضة تنفجر من البلاط بفعل الرنين
الرنين جارح كالصقر
يصطاد الفريسة عن بُعد
لا يعرف الحلول الوسط
ولا يعرف الرحمة
تمدين يدك اليمنى نحو الثلاجة
فتتعلق هذه الخوخة بالذات في أصابعك
وما أن تستقر الخوخة المسحورة في أحشائك
حتى تشعرين بحريق هائل في قلبك
ألسنة النار السعيدة تشتعل بمرح
العلاقة واضحة بين الحب والحريق
لكليهما نفس الإيقاع
أعرف أنكِ تتفقين معي على ذلك
أليس كذلك؟
بالمناسبة
لو انتهت ٢٠٢٤ ونحن على هذه الحالة
سوف أطلب مساعدة الرئيس الكوري كيم جونغ اون
ليضع حداً لهذه المهزلة
فهو من أعز أصدقائي
وقد أعذر من أنذر.