ﺍﻛﺎﺩ ﺃﻓﻘﺪ ﺍﺻﺎﺑﻌﻲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ، ﻓﻬﻲ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺗﺆﻟﻤﻨﻲ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎ ..
ﻓﺎﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ ﻟﻢ ينته ﺑﻌﺪ ، ﻭ ﺣﻘﻴﺒﺘﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﻋﺎﻟﻘﻪ ﺑﻜﺘﻔﻲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ، ﻭ ﺍﻧﺎ ﺍﺟﺪ ﻧﻔﺴﻲ واقفا ﻋﻠﻰ " ﺍﻟﺸﺒﺎﻙ " ﺍﻟﻘﺼﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺗﻔﻊ ﻋﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﻧﺼﻒ ﻣﺘﺮ ﻓﻘﻂ .
ﺍﻗﻒ ﻛﻤﺸﺪﻭﻩ ﻣﺴﻠﻮﺏ الإﺭﺍدة ، ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ ﺗﺒﺮﻳﺮﻱ ﻟﻮﻗﻔﺘﻲ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺨﻄﺄ ، ﻭ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ .
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﺑﻐﺰﺍﺭﺓ ، ﺣﺴﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺑﺎﺩﻱ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻥ ﻣﻨﺰﻝ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﻳﺤﺘﺮﻕ ، ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺗﻴﻘﻨﺖ ﺃﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﺑﺎﻟﺪﺍﺧﻞ ، ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺨﺮﺝ ﺯﺧﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻄﺮ ، ﺣﺪﻗﺖ ﺑﻌﻴﻨﻲ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻃﻮﻳﻼً ، ﻛﻨﺖ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺍن اﺗﻔﺤﺺ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺟﺎﻫﺪﺍ ً ، ﺍﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﺃﺩﻟﺔ ﺗﺴﺎﻋﺪﻧﻲ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺮﻱ ﺑﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﺃﻣﺘﺎﺭ ، ﻓﺎﻟﺬﻱ ﺍﺩﻫﺸﻨﻲ ﺣﻘﺎ ، ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺽ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ : ﻣﺎﻟﺬﻱ ﺟﻤﻊ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻜﺘﻼﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻴﻨﻪ ؟
ﺛﻢ ﺗﻮﺍﻟﺖ ﺍﻟﻔﺮﻭﺽ ﻭ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﻔﺮﻋﻴﺔ .
ﻓﻜﻴﻒ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﺃﻥ ﻳﺘﺴﻊ ؟
ﻭ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﻟﺘﺠﻤﻬﺮ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﻠﻦ ؟
ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺧﺮ ، ﻧﺎﺭ ﻭ ﺑﺨﻮﺭ ، ﻭ ﻣﻼﺑﺲ ﻏﺮﻳﺒﻪ ، ﻭ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﺍﻻﻏﺎﻧﻲ ، ﻭ ﺍﻟﺮﻗﺺ ﺍﻟﺴﺎﻓﺮ ، ﻓﺎﻟﻜﻞ ﻳﻬﺘﺰ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺃﺷﺒﻪ " ﺑﺤﻠﻪ ﺍﻟﺒﻠﻴﻠﻪ " ﺍﻟﺘﻲ ﺩﺭﺟﺖ ﺟﺪﺗﻲ ﻋﻠﻲ ﻃﺒﺨﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺃﻳﺎﻡ " ﺍﻟﺠﻤﻊ " ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﺿﻊ " ﺍﻟﺤﻠﻪ " ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻐﻄﺎﺀ ﺑﻬﺪﻑ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻭ ﺍﻟﻌﻮﺍﺭﺽ ، ﺛﻢ ﺗﻮﺯﻉ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﻻﺣﻘﺎ ، ﻧﻌﻢ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻏﺮﻳﺐ ، كانوا ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺭﺑﻊ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ، ﻭ ﺭﺟﻞ ﻭﺍﺣﺪ ممثلا ﻟﻠﻨﻮﻉ ... ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺜﻞ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ، ﻭ ﻣﻐﻦ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻠﻐـﺎﺕ ، ﻓﺎﻟﻤﻜﺎﻥ ﻳﻤﺜﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴا ﺑﺘﻨﻮﻋﻬﺎ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ، وﺎﻧﺎ ﻭ ﺳﻂ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﺍﺳﺘﻔﺰﺗﻨﻲ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﻩ ، ﻓﺒﺎﺩﻟﺘﻬﺎ ﺑاﺧﺮى ، ﻛﻴﻒ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﻠﻲ ﻋﻨﻲ ﻋﻨﺪ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ..
ﻓﻮﻗﻔﺘﻲ ﺗﺘﺎﺭﺟﺢ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ " ﺭﻗﺮﺍﻕ " ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﻨﻴﻢ ﻭ ﻇﻞ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﺍﻟﺮﺣﺐ ، ﻋﻨﺪ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺧﻂ ﺍﻻﺳﺘﻮﺍﺀ ﺷﻤﺎﻻً ...
ﺗﺤﺮﻙ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻗﻠﻴﻼً ، ﻓﻌﻠﻲ ﺍﻟﻄﺒﻞ ﻭ ﺍﻻﻳﻘﺎﻋﺎﺕ ، ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻨﺎﺟﺮ ﺍﻟﺠﻮﻗﻪ ﺗﺸﻖ ﺻﻤﺖ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ، ﺣﻴﺚ ﺗﺠﻤﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺣﻮﻟﻲ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ، ﻭ ﺍﻧﺎ ﺭﻏﻢ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻣﺎ ﺯﻟﺖ ﺃﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﺍﻟﻤﻤﺘﺎﺯ ، ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺜﻞ ﻭﺿﻌﺎ ﻣﺮﻳﺤﺎ ﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﺃﻟﺘﻘﺎﻁ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﻮﻧﻪ ، ﻛﻨﺖ ﺃﻗﻒ ﻗﺒﺎﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺃﺳﺠﻞ ﻛﻞ ﺃﻏﺎﻧﻴﻪ ، ﻭ ﺃﺩﻕ ﺍﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻪ ﺭﻏﻢ ﺣﻮﺍﺟﺰ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻔﺼﺤﻰ ، ﺛﻢ ﺗﻘﻞ ﺃﻭ ﺗﺘﺪﺭﺝ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮ ، ﻣﺮﻭﺭﺍً ﺑﺎﻟﺴﻮﺍﺣﻠﻴﻪ ، ﻭ ﺍﻟﺼﻮﻣﺎﻟﻴﺔ ، ﻭ ﻟﻐﺎﺕ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ، ﺣﺘﻲ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﺎﺟﺮﺕ ﻧﺤﻮ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﺘﻴﻦ ، ﻋﺪﺍ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻬﻨﺪ ﺍﻟﺤﻤﺮ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ....
ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻗﻔﺘﻲ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﺗﻤﺜﻞ ﺩﻓﺘﺮ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ، ﺣﻴﺚ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﻋﺪﺍ " ﻭﺟﻬﻴﻦ " ﻓﺎﻷﻭﻝ ﻛﺎﻥ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺷﻜﻞ ﺗﺮﺟﻤﺘﻪ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ ﺑﺠﻮﺍﻝ " ﺑﺼﻞ " ﻋﻠﻘﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻼﺑﺲ ﺟﻤﻴﻠﺔ ، ﻭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ " ﻭﺍﺑﻮﺭ " ﺇﻧﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺑﻤﺎ ﺍﺩﺧﻞ ﻛﺠﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻜﻮﺭ ، ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻷﻛﺴﺴﻮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭﺓ ، ﻛﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺗﻤﻬﻴﺪﺍً ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺸﺨﻮﺹ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺑﺸﻜﻞٍ ﻧﻬﺎﺋﻲ ...
ﻟﻢ ﺃﺫﻫﺐ ﺑﻌﻴﺪﺍً ... ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻏﻨﻴﻪ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﺎ ﺃﻗﺮﺏ ﻟﻠﻐﺔ ﺷﻜﺴﺒﻴﺮ ، ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺎ ﻭ ﺭﻓﺎﻗﻲ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﻧﺴﺘﺮﻕ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻨﺎ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻦ " ﺷﺒﺎﺑﻴﻚ " ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ، ﺣﻴﺚ ﻛﻨﺎ ﻭ ﻣﺎ ﺯﻟﻨﺎ ﻧﺘﺬﻛﺮ ﺻﻮﺕ ﺍﺳﺘﺎﺫ " ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ " ﺑﺼﻮﺗﻪ ﺍﻟﺠﻬﻮﺭ ﻭ ﺧﻠﻔﻪ ﻳﺮﺩﺩ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻣﻔﺮﺩﺍﺕ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻱ ﻓﻲ ﺗﻨﺎﺳﻖ ﻭ ﺍﻧﺴﺠﺎﻡ ...
ﻛﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻏﻨﻴﻪ ، ﺃﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺎﺻﻞ ﺳﺮ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﻐﺎﻣﻀﺔ ، ﻭ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﻔﺮﻭﺽ ﺑﺸﻜﻞٍ ﻧﻬﺎﺋﻲ ، ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺟﻮﺍﻝ ﺍﻟﺒﺼﻞ ﺳﻮﻯ ﺻﺎﺑﺮ " ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻠﺒﻦ " ، ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻘﻤﺺ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰ ، ﻳﺤﻤﻞ " ﺑﻨﺪﻗﻴﺔ " ﻳﻀﻊ " ﻏﻠﻴﻮﻥ " ﻋﻠﻰ ﻓﻤﻪ ﻛﺎﻥ ﺷﻜﻠﻪ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻳﺆﻛﺪ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻔﺎﺭﺱ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻣﻦ ﺭﺣﻠﺔ ﻟﻠﺼﻴﺪ ، ﺃﻣﺎ " ﻭﺍﺑﻮﺭ " ﺍﻹﻧﺎﺭﺓ ﺍﺗﻀﺢ ﺍﻧﻪ ﻣﺠﺴﺪ ﻭ ﺷﻜﻞ ﺗﻘﺮﻳﺒﻲ ﻟﻠﺤﺎﺟﻪ " ﺳﻜﻴﻨﺔ " ﺯﻭﺟﺔ ﺷﻴﺦ " ﺍﻟﺤﻠﻪ " ، ﺇﺩﺭﻳﺲ ﻭﺩ ﺣﻤﺪ ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﻠﺲ ﺑﺠﺴﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﺘﺮﺍﻣﻲ ﺗﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺎﺕ ، ﺗﺘﻮﻏﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺇﺫﻥ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ...
ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺌﻦ ﺍﻻﺯﺩﺣﺎﻡ ...
ﺃﻣﺎ ﺍﻧﺎ ﻣﺎﺯﻟﺖ ﻋﻠﻰ " ﺍﻟﺸﺒﺎﻙ " ..
ﻛﻴﻒ ﺍﺧﻔﻲ ﺿﺤﻜﺘﻲ ؟
ﻛﻴﻒ ﺍﺳﺘﻮﻋﺐ ﺩﻫﺸﺘﻲ ؟
ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺳﺠﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺤﻚ ﻭ ﻣﻬﺮﺟﺎﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ، ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﻛﻔﻴﻠﺔ ﺑﺄﻥ ﺗﺤﺮﻙ ﺍﻷﻧﻈﺎﺭ ﻧﺤﻮﻱ ... ﻭ ﺍﻟﺸﺘﺎﺋﻢ ....
ﻛﻨﺖ ﺍﺣﺴﺒﻬﺎ ﺗﺨﺎﻃﺐ ﻣﻦ ﻋﻠﻲ " ﺍﻟﺘﺨﺎﻃﺮ " ﻃﺎﻗﻢ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ...
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺪﻭ ﻛﺴﻴﺪﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﺳﺠﺎﺭﺓ ﻭ ﻋﺼﺎ ، ﻭ ﺗﺮﺗﺪﻱ ﺯﻱ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ، ﻏﻴﺮ ﺍﻥ ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﻗﻴﻘﺔ ﻛﺎﻟﺬﻱ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﺰﻳﺎﺩﺓ ﺣﺼﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻄﺮ ، ﺍﻭ ﻳﻨﻔﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻜﻮﻟﻴﺮﺍ ....
ﻓﺎﻟﺴﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺴﻤﺖ ﻋﻤﺮﻫﺎ " ﺑﺴﻜﻴﻦ " ﺍﻟﻠﻴﻤﻮﻥ ، ﻣﺜﻠﺖ ﻣﺠﺘﻤﻌﻬﺎ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻱ ﺧﻴﺮ ﺗﻤﺜﻴﻞ ...
ﺍﺛﺮﺗﻨﻲ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ :
ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ؛
ﺍﻟﺘﺤﺎﻳﻞ ؛
ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ ؛
ﺍﻟﺠﻬﻞ ؛
ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ؛
ﺍﺩﺧﻠﻨﺘﻲ ﻓﻲ ﻏﻴﺒﻮﺑﺔ ﻟﻢ ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﻭ ﺍﻟﻌﺼﺎ " ﺍﻟﺨﻴﺰﺭﺍﻥ " ﺗﺠﺘﺎﺡ ﺍﺻﺎﺑﻊ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﻋﺎﻟﻘﻪ ﻋﻠﻰ " ﺍﻟﺸﺒﺎﻙ " ﻻﺧﺮﺝ ﻣﺴﺮﻋﺎً ﻣﻦ ﻏﻴﺒﻮﺑﺘﻲ ﻭ ﺯﺣﻤﻪ " ﺍﻟﺸﺎﻣﺘﻴﻦ " ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻓﺎﻕ ...
ﺍﺧﺮﺝ ﺍﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﻻﺗﻘﻴﺄ ﻓﻴﻪ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﺟﻮﺍﺀ ﺍﻹﺣﺘﻔﺎﻝ .
4 ﻳﻮﻧﻴﻮ
ﻓﺎﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ ﻟﻢ ينته ﺑﻌﺪ ، ﻭ ﺣﻘﻴﺒﺘﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﻋﺎﻟﻘﻪ ﺑﻜﺘﻔﻲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ، ﻭ ﺍﻧﺎ ﺍﺟﺪ ﻧﻔﺴﻲ واقفا ﻋﻠﻰ " ﺍﻟﺸﺒﺎﻙ " ﺍﻟﻘﺼﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺗﻔﻊ ﻋﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﻧﺼﻒ ﻣﺘﺮ ﻓﻘﻂ .
ﺍﻗﻒ ﻛﻤﺸﺪﻭﻩ ﻣﺴﻠﻮﺏ الإﺭﺍدة ، ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ ﺗﺒﺮﻳﺮﻱ ﻟﻮﻗﻔﺘﻲ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺨﻄﺄ ، ﻭ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ .
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﺑﻐﺰﺍﺭﺓ ، ﺣﺴﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺑﺎﺩﻱ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻥ ﻣﻨﺰﻝ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﻳﺤﺘﺮﻕ ، ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺗﻴﻘﻨﺖ ﺃﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﺑﺎﻟﺪﺍﺧﻞ ، ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺨﺮﺝ ﺯﺧﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻄﺮ ، ﺣﺪﻗﺖ ﺑﻌﻴﻨﻲ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻃﻮﻳﻼً ، ﻛﻨﺖ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺍن اﺗﻔﺤﺺ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺟﺎﻫﺪﺍ ً ، ﺍﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﺃﺩﻟﺔ ﺗﺴﺎﻋﺪﻧﻲ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺮﻱ ﺑﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﺃﻣﺘﺎﺭ ، ﻓﺎﻟﺬﻱ ﺍﺩﻫﺸﻨﻲ ﺣﻘﺎ ، ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺽ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ : ﻣﺎﻟﺬﻱ ﺟﻤﻊ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻜﺘﻼﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻴﻨﻪ ؟
ﺛﻢ ﺗﻮﺍﻟﺖ ﺍﻟﻔﺮﻭﺽ ﻭ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﻔﺮﻋﻴﺔ .
ﻓﻜﻴﻒ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﺃﻥ ﻳﺘﺴﻊ ؟
ﻭ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﻟﺘﺠﻤﻬﺮ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﻠﻦ ؟
ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺧﺮ ، ﻧﺎﺭ ﻭ ﺑﺨﻮﺭ ، ﻭ ﻣﻼﺑﺲ ﻏﺮﻳﺒﻪ ، ﻭ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﺍﻻﻏﺎﻧﻲ ، ﻭ ﺍﻟﺮﻗﺺ ﺍﻟﺴﺎﻓﺮ ، ﻓﺎﻟﻜﻞ ﻳﻬﺘﺰ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺃﺷﺒﻪ " ﺑﺤﻠﻪ ﺍﻟﺒﻠﻴﻠﻪ " ﺍﻟﺘﻲ ﺩﺭﺟﺖ ﺟﺪﺗﻲ ﻋﻠﻲ ﻃﺒﺨﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺃﻳﺎﻡ " ﺍﻟﺠﻤﻊ " ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﺿﻊ " ﺍﻟﺤﻠﻪ " ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻐﻄﺎﺀ ﺑﻬﺪﻑ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻭ ﺍﻟﻌﻮﺍﺭﺽ ، ﺛﻢ ﺗﻮﺯﻉ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﻻﺣﻘﺎ ، ﻧﻌﻢ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻏﺮﻳﺐ ، كانوا ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺭﺑﻊ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ، ﻭ ﺭﺟﻞ ﻭﺍﺣﺪ ممثلا ﻟﻠﻨﻮﻉ ... ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺜﻞ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ، ﻭ ﻣﻐﻦ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻠﻐـﺎﺕ ، ﻓﺎﻟﻤﻜﺎﻥ ﻳﻤﺜﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴا ﺑﺘﻨﻮﻋﻬﺎ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ، وﺎﻧﺎ ﻭ ﺳﻂ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﺍﺳﺘﻔﺰﺗﻨﻲ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﻩ ، ﻓﺒﺎﺩﻟﺘﻬﺎ ﺑاﺧﺮى ، ﻛﻴﻒ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﻠﻲ ﻋﻨﻲ ﻋﻨﺪ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ..
ﻓﻮﻗﻔﺘﻲ ﺗﺘﺎﺭﺟﺢ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ " ﺭﻗﺮﺍﻕ " ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﻨﻴﻢ ﻭ ﻇﻞ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﺍﻟﺮﺣﺐ ، ﻋﻨﺪ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺧﻂ ﺍﻻﺳﺘﻮﺍﺀ ﺷﻤﺎﻻً ...
ﺗﺤﺮﻙ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻗﻠﻴﻼً ، ﻓﻌﻠﻲ ﺍﻟﻄﺒﻞ ﻭ ﺍﻻﻳﻘﺎﻋﺎﺕ ، ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻨﺎﺟﺮ ﺍﻟﺠﻮﻗﻪ ﺗﺸﻖ ﺻﻤﺖ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ، ﺣﻴﺚ ﺗﺠﻤﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺣﻮﻟﻲ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ، ﻭ ﺍﻧﺎ ﺭﻏﻢ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻣﺎ ﺯﻟﺖ ﺃﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﺍﻟﻤﻤﺘﺎﺯ ، ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺜﻞ ﻭﺿﻌﺎ ﻣﺮﻳﺤﺎ ﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﺃﻟﺘﻘﺎﻁ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﻮﻧﻪ ، ﻛﻨﺖ ﺃﻗﻒ ﻗﺒﺎﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺃﺳﺠﻞ ﻛﻞ ﺃﻏﺎﻧﻴﻪ ، ﻭ ﺃﺩﻕ ﺍﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻪ ﺭﻏﻢ ﺣﻮﺍﺟﺰ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻔﺼﺤﻰ ، ﺛﻢ ﺗﻘﻞ ﺃﻭ ﺗﺘﺪﺭﺝ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮ ، ﻣﺮﻭﺭﺍً ﺑﺎﻟﺴﻮﺍﺣﻠﻴﻪ ، ﻭ ﺍﻟﺼﻮﻣﺎﻟﻴﺔ ، ﻭ ﻟﻐﺎﺕ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ، ﺣﺘﻲ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﺎﺟﺮﺕ ﻧﺤﻮ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﺘﻴﻦ ، ﻋﺪﺍ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻬﻨﺪ ﺍﻟﺤﻤﺮ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ....
ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻗﻔﺘﻲ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﺗﻤﺜﻞ ﺩﻓﺘﺮ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ، ﺣﻴﺚ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﻋﺪﺍ " ﻭﺟﻬﻴﻦ " ﻓﺎﻷﻭﻝ ﻛﺎﻥ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺷﻜﻞ ﺗﺮﺟﻤﺘﻪ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ ﺑﺠﻮﺍﻝ " ﺑﺼﻞ " ﻋﻠﻘﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻼﺑﺲ ﺟﻤﻴﻠﺔ ، ﻭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ " ﻭﺍﺑﻮﺭ " ﺇﻧﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺑﻤﺎ ﺍﺩﺧﻞ ﻛﺠﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻜﻮﺭ ، ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻷﻛﺴﺴﻮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭﺓ ، ﻛﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺗﻤﻬﻴﺪﺍً ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺸﺨﻮﺹ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺑﺸﻜﻞٍ ﻧﻬﺎﺋﻲ ...
ﻟﻢ ﺃﺫﻫﺐ ﺑﻌﻴﺪﺍً ... ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻏﻨﻴﻪ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﺎ ﺃﻗﺮﺏ ﻟﻠﻐﺔ ﺷﻜﺴﺒﻴﺮ ، ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺎ ﻭ ﺭﻓﺎﻗﻲ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﻧﺴﺘﺮﻕ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻨﺎ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻦ " ﺷﺒﺎﺑﻴﻚ " ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ، ﺣﻴﺚ ﻛﻨﺎ ﻭ ﻣﺎ ﺯﻟﻨﺎ ﻧﺘﺬﻛﺮ ﺻﻮﺕ ﺍﺳﺘﺎﺫ " ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ " ﺑﺼﻮﺗﻪ ﺍﻟﺠﻬﻮﺭ ﻭ ﺧﻠﻔﻪ ﻳﺮﺩﺩ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻣﻔﺮﺩﺍﺕ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻱ ﻓﻲ ﺗﻨﺎﺳﻖ ﻭ ﺍﻧﺴﺠﺎﻡ ...
ﻛﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻏﻨﻴﻪ ، ﺃﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺎﺻﻞ ﺳﺮ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﻐﺎﻣﻀﺔ ، ﻭ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﻔﺮﻭﺽ ﺑﺸﻜﻞٍ ﻧﻬﺎﺋﻲ ، ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺟﻮﺍﻝ ﺍﻟﺒﺼﻞ ﺳﻮﻯ ﺻﺎﺑﺮ " ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻠﺒﻦ " ، ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻘﻤﺺ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰ ، ﻳﺤﻤﻞ " ﺑﻨﺪﻗﻴﺔ " ﻳﻀﻊ " ﻏﻠﻴﻮﻥ " ﻋﻠﻰ ﻓﻤﻪ ﻛﺎﻥ ﺷﻜﻠﻪ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻳﺆﻛﺪ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻔﺎﺭﺱ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻣﻦ ﺭﺣﻠﺔ ﻟﻠﺼﻴﺪ ، ﺃﻣﺎ " ﻭﺍﺑﻮﺭ " ﺍﻹﻧﺎﺭﺓ ﺍﺗﻀﺢ ﺍﻧﻪ ﻣﺠﺴﺪ ﻭ ﺷﻜﻞ ﺗﻘﺮﻳﺒﻲ ﻟﻠﺤﺎﺟﻪ " ﺳﻜﻴﻨﺔ " ﺯﻭﺟﺔ ﺷﻴﺦ " ﺍﻟﺤﻠﻪ " ، ﺇﺩﺭﻳﺲ ﻭﺩ ﺣﻤﺪ ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﻠﺲ ﺑﺠﺴﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﺘﺮﺍﻣﻲ ﺗﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺎﺕ ، ﺗﺘﻮﻏﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺇﺫﻥ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ...
ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺌﻦ ﺍﻻﺯﺩﺣﺎﻡ ...
ﺃﻣﺎ ﺍﻧﺎ ﻣﺎﺯﻟﺖ ﻋﻠﻰ " ﺍﻟﺸﺒﺎﻙ " ..
ﻛﻴﻒ ﺍﺧﻔﻲ ﺿﺤﻜﺘﻲ ؟
ﻛﻴﻒ ﺍﺳﺘﻮﻋﺐ ﺩﻫﺸﺘﻲ ؟
ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺳﺠﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺤﻚ ﻭ ﻣﻬﺮﺟﺎﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ، ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﻛﻔﻴﻠﺔ ﺑﺄﻥ ﺗﺤﺮﻙ ﺍﻷﻧﻈﺎﺭ ﻧﺤﻮﻱ ... ﻭ ﺍﻟﺸﺘﺎﺋﻢ ....
ﻛﻨﺖ ﺍﺣﺴﺒﻬﺎ ﺗﺨﺎﻃﺐ ﻣﻦ ﻋﻠﻲ " ﺍﻟﺘﺨﺎﻃﺮ " ﻃﺎﻗﻢ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ...
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺪﻭ ﻛﺴﻴﺪﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﺳﺠﺎﺭﺓ ﻭ ﻋﺼﺎ ، ﻭ ﺗﺮﺗﺪﻱ ﺯﻱ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ، ﻏﻴﺮ ﺍﻥ ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﻗﻴﻘﺔ ﻛﺎﻟﺬﻱ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﺰﻳﺎﺩﺓ ﺣﺼﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻄﺮ ، ﺍﻭ ﻳﻨﻔﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻜﻮﻟﻴﺮﺍ ....
ﻓﺎﻟﺴﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺴﻤﺖ ﻋﻤﺮﻫﺎ " ﺑﺴﻜﻴﻦ " ﺍﻟﻠﻴﻤﻮﻥ ، ﻣﺜﻠﺖ ﻣﺠﺘﻤﻌﻬﺎ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻱ ﺧﻴﺮ ﺗﻤﺜﻴﻞ ...
ﺍﺛﺮﺗﻨﻲ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ :
ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ؛
ﺍﻟﺘﺤﺎﻳﻞ ؛
ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ ؛
ﺍﻟﺠﻬﻞ ؛
ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ؛
ﺍﺩﺧﻠﻨﺘﻲ ﻓﻲ ﻏﻴﺒﻮﺑﺔ ﻟﻢ ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﻭ ﺍﻟﻌﺼﺎ " ﺍﻟﺨﻴﺰﺭﺍﻥ " ﺗﺠﺘﺎﺡ ﺍﺻﺎﺑﻊ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﻋﺎﻟﻘﻪ ﻋﻠﻰ " ﺍﻟﺸﺒﺎﻙ " ﻻﺧﺮﺝ ﻣﺴﺮﻋﺎً ﻣﻦ ﻏﻴﺒﻮﺑﺘﻲ ﻭ ﺯﺣﻤﻪ " ﺍﻟﺸﺎﻣﺘﻴﻦ " ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻓﺎﻕ ...
ﺍﺧﺮﺝ ﺍﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﻻﺗﻘﻴﺄ ﻓﻴﻪ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﺟﻮﺍﺀ ﺍﻹﺣﺘﻔﺎﻝ .
4 ﻳﻮﻧﻴﻮ