محمد أبوعيد - أنا الشعر

غماز بذئاب وشوك

مشاء بيباب وفقد

في كفيه ازدهرت مواويل القهر

ذبح الهواء ؛ أكل لحم النهار

وألقى لبكائي عظام الليل

ظن وهما ؟ أن الظامىء الزاهد

سيتسول خبزه من بالونة وعد

تلك المنتفخة بالمتاهات

المحاطة بالشماعات العقيمات !

أنا الشعر ؛ الفقراء قصائدي

لست جائعاً ؛ أيامي ملآنة بالحصى

إنما لا أخفي ضعفي

إني مغلوب على ظلي

أظافري الساهرة في السراب

ليست ماهرة في التسلق والرياء ....

أنا ؛ لا أملك من وجع الغروب

غير ورقة أدخر فيها ذاكرة النور

في البصيرة ؛ قلم آلامه مخنوقة الأجراس

وفكة من الدموع في جيب سطوري

في أرض الألوان ؛ تلك عملة ضيزى

لا تشتري لعطش الشوارع جرعة دفء !

كيف أشتري من الشمس غمزة ضوء

أو أشتري أحلام الزوارق من دكان النهر ؟

في الحناجر بقية من مسحوق الصبر

والكثير الناصع من الصمت الفاخر

لا ؛ لم أنس ؛ أنا متذكر الوصفة جيدا

أعرف ؛ ينقصني خميرة علقم الظلام

لا خوف ؛ لدي أطناناً منها في مخازن الأنين

بالغل الساخن ؛ سأعجن تلك الآهات جيدا

وأخبز في النداءات الحامية صوت الجياع

الرغيف الاول ؛ من المؤكد لن يكون مثاليا

سيكون صغير الحجم محروق الطريق

الرغيف الثاني ؛ ربما يكون أيضاً شائك الضوء

لكنه الثالث ؛ سيكون أجمل صباحا ؟

عادة في الثالثة تشرق القاضية .....

هنالك ؛ بعد ناصية التذوق بشوق صائم

ستلتقي الضروس والأنياب بالمضغة الأولى

تقريباً في منتصف هذا اللقاء الأخضر

ستجد بيتاً عالياً أزهر في عينيك

ونافذة تطل على الحقيقة بشمس كبيرة

في أخريات هذا الدفء الرائع

سترى النهر واقفاً على باب الأشجار

بالطيور والزوارق وأحلام المجاذيف

يحرس حديقتك من أشباح الظمأ


محمد أبوعيد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى