حاتم عبدالهادى -من أسفار عَرَّافَة سيناء..

مهداة إلى الشاعر/ عماد قطري


حاتم عبدالهادى السيد
يوماً جئنا إلى صرح الأبدية الرهيب ؛
نجادل الوقت ؛
ونحتسى قدح الدهشة الصامت ..
وإ ذ باغتنا باب الحب ؛
ومضينا إلى براح لا ميتافيزيقى
رأينا المدى ينداح منكسراً
على جناح " طائر الرخ " المتوهج ؛
عند نهر " الجانج العظيم ..
وعلى حين غرة أحدثت فى فراغ المحبة شرخاً
- وكنت حقيقة ، فضولياً وأثيراً - ،
فرأيت الأصوليين يتشحون ببرد
والعرافات يجلسن قريبات من البخور
وعيدان اللوز الخضراء ..
حيث الشموع وأجراس الفرح الكونى ؛
وموسيقا الصمت ولا عزاء للآتين أمثالى ؛
من أبوابٍ لماضٍ سحيق ..
عسى الأشجار توقظ فتنة البللور
واللازورديون يجيئون الآن
يستوقفهم شمخ لنخيلٍ عاتٍ ؛
يسبح للإله العظيم !!
أيها العزل إلا من أفكارهم المشبوبة :
أستميحكم العذر ؛
وأنا أرتق على أيديكم رتق الخلود ..
إن عشرين مساحة فاصلة
لا تكفى لاستحضار الزئبق الأثير
ليسيل على نهر اللذة الأولى ؛
لقلب عاشقين جمعهما الهيام اللذيذ
فلا تندهشوا من قول لدىّ وقولوا :
إنها الحرب لا مزيد !!
أيها الكسالى ؛ شعراء قصيدة الواقع
بكائى عليكم يطول
ولست مثلكم بالطبع ، فلدى موسيقا تطنّ على طبلة الصحراء
حيث الفراغ فى المدى كالرّتق المبين ....فتهيأوا ؛
وأعدوا شراب اللغة العمياء
للعام الجديد ..
إن عصفوراً يمر ّمن بوتقة ؛
أو من كوةٍ رعناء ؛
لجدير بأن يعيد موسقة للجمال ؛
وللأبدية المشتهاة ..
لا غضاضة إذن فى اعادة البكارة للضوء ؛
والسخونة للبحر ؛
والسعادة للأشقياء ..
لن أتجول معكم فى طريق " لا نهائى ؛
يشى بالحلكة ..
بيد أنى سأسير بمحاذاة " نهر الدانوب "
أوشوش الأحجار ؛ والصدف المتلألأ
وسأوقظ الحمأ المقيم بباحة الوقت المسجور
برواق كان للعتمة متكأ ذات مساء
إذ غادر صبوة الموسيقا ،وانهمر غير عابىء
بالضباب الكثيف
ياهيولى الغضب ؛
يالتقلب الأمكنة ،
ياالسرمدى :
صب ّ غضبك فوق هضبة التأرجح
وافتح مساحة تصل القاصى بالدانى ؛
والشمس بالقمر
والأرض بالموتى
وتهيأ ..
إن صباحاً سيغير سرَّة العالم
فتكون صيرورة أخرى لحياة مبهمة ؛
حيث لا كينونة تكون
ولا صفحة تَشاهد لخد الماء الطرىّ الجميل ..
لا عليك من كل ذلك ،
وتهيأ لملاقاة عذبة
حيث يخضوضر الميناء ،
ويكون متسع لحياة متناهية
وهادئة جداً
وجميلة أيضاً .
حاتم عبدالهادى السيد
صحراء سيناء / العريش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى