عبدالله عيسى - يا حَمَلَةَ العرشِ!

يا حَمَلَةَ العرشِ !
ذوي الأكتافِ العريضةِ كإشاعةٍ في مَخَادِعِ المحْظِيّاتِ ،
والأظافرِ المَثْلومَةِ تَصْطَكّ تحتَ أسنانِ الحَاشيةِ
مثلَ جوقةِ ندّاباتٍ فائضاتٍ عن الحاجةِ!
لا تَكُمّوا أنفّاسَكمْ حينَ تمرّ جنازاتُنا في هوامشِ الرواةِ .
يا حُماةَ سيّدِالعَرشِ !
، أقصدُ البلادَ الّتي هو سيّدها الأوحدُ،
لا نأذَنوا للنُسورِ الّتي رَبّيتموها على أكتافِكُمْ أنْ تموتَ مِنَ البلادةِ واليأسِ،
والنجومَ المتَلألِئاتِ بِرِيقِ النُحَاسِ أنْ تصدأ
في أعيُنِ الرُعاةِ الباحثينَ عنْ شجرةِ الميلادِ خلفَ أسوارِ القيامةِ،
والتائهينَ عن سماءٍ هبطتْ فتُكلّمهُمْ من وراءِ حجابٍ على الطُورِ،
وكذا مُقتَرِفي معصيةِ الحبّ لئلّا يُفجعَ العُشّاقُ بأسِرّةٍ ضَيّقةٍ
في بُيوتٍ لمْ تعُدْ تألفُ ساكنيها .
يا حرّاسَ الحُدُودِ وحُجُراتِ الحريمِ الجواري !
لا تُرغِموا عيونَ الأمّهاتِ على التحديقِ طويلاً في ملامحِ القتلى .
: الأطفالُ ملءُ النعُوشِ ،
ولنْ يقفزَ النورُ معهمْ ، بعدَهذا، إذا حَلِموا .
يا إلهي! .
قدْ يحلمُ الأمواتُ ، مثلّنا، بعناقِ ظلالِهمْ ، عندَ إشاراتِ المرورِ، حينَ تنتهي الحربُ ،
لا مكانَ نأمنُ فيهِ ، تحتَ القصفِ، على هذه الأرضِ ،
لا صوامعَ القدّيسينََ
ولا خيامَ النازحينَ،
لا بيوتُ اللهِ
ولا بواخرُ الصيّادينَ،
لا شجرةُ الحياةِ
ولا فزّاعةُ الموتِ.
لا شيء نأمَنُ فيهِ على غدِنا غيرَ قبرِكَ
يا سيّدَ العرشِ !
أقصدُ الوطنَ الّذي سُمّيَ باسمِكَ الأعلى،
نحنُ وارِثُوا العرشِ، عرشِكَ.
المُتوسّلونَ إليكَ ألا تعودَ مِنَ الموتِ
في أيّما أحدٍ ،
أو على هيئةِ أحدٍ .
سوفَ نندمُ كثيراً أنّنا اصطفيناكَ علينا ،
وأهديناكَ البيتَ القديمَ والمرآةَ،
والمرعى والبئرَ القديمةَ .
وسوفَ نَخْجَلُ مِنْ أنفُسِنا أنّنا أمهلناكَ
حتّى يرى فيكَ ما يرى ربّ العرشِ العطيمِ.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى