محمد أبوعيد - ربة العذابات العذبة

عند انطفاء الخمر والأقداح
تحترق الابتهالات في عينين صحراوتين
الخوف الغامض ينزل تحت ركام التعب
بجنون لاذع يتبوأ عرش القصائد
قاسية للغاية مفعمة بالعظمة وبلاغة النخيل
في عينيها الموت والحياة يسبحان
مزامير نسائمها حبلى بالعواصف
ألم ؛ آمال عصية ؛ وبئر شموعها مخنوقة
لا هدى ولا بصيرة في النبض المشتعل
الندى ؛ الذكريات ؛ والجمرات العزيزة
نايات تهبط فجأة من ورد رمادي
أيتها العذابات العذبة
كيف أخرج من رئتي في الظلمات
ودفة وريدي صوتها فقد زورقه وشراعه
وهو يبحث في جمالك العالي عن أشلاء البحر
الغرق ينمو بلا قش في أعماق الأرق
تقول ربة الشموس والأقمار ذات الزرقة والنجوم
فليكن دع جراحاتك مغلقة على أمواجها
حتى لا تتكسر أجنحة النوارس على الضفاف
في الاهتياج الساخن لا تقسم الحلم إلى نصفين
كن كاملاً في تربية رغباتك الصغيرة
تكبر مضاءة بحبقي مباركة بتباريح فراشاتي
في أوقات الفقد الغامق
من الممكن أن تخلط الشروق بالغروب
وتصنع لنداي الملتهب بعض المناخات الجديدة
كن واثق الانتحاب خصيب الندم
وافتح أضواء المطر على مصراعيها
تدخل أشجاري عليك في أغصانها بوتقة طيور
خذ من الظلال قيثارة وافرد تجاعيد الغناء
في أعالي الأشواك ذات الأشواق المسائية
الأكواخ الشفيفة ترتدي الثلوج الحبيبة
قميص الموسيقى لايخفي التماعات الأقاحي
إنما اقترب أكثر فك أزرار الشموع قبلة قبلة
تمدد على أريكة الهمس والعناق
واستمتع برؤية الدفء الهائل
وهو يشرق من ينابيع الكرز

محمد أبوعيد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى