المصطفى المحبوب - أراضي مليئة بالثلج

دائما يمني النفس بحياة جديدة ومختلفة ، يأخذ قلما وورقة ويبدأ بوضع خطة طريق يوضح فيها المصاريف
والمهام والأهداف القريبة والبعيدة مستعينا بكل ماتعلمه
في شعبة الاقتصاد وتجارب الرجال الذين صاحبهم والتقاهم في حياته ..
لكن كلما اقترب المساء تأخذه رجلاه دون أن يشعر
باتجاه بائع الخمور ، يشتري بعض قنينات البيرة ، لم يكن يستسيغ شرب النبيذ الأحمر ، كان يتجنبه بحجة أو بأخرى ، من بينها داء النقرس الذي هاجمه مبكرا ، على الرغم من الألم الذي يسببه له ، على الرغم من نوبات الالم التي تهاجمه ليلا ..
كان يفضل تجنب أغذية مهمة مثل السردين والعدس والأحشاء و " الكرعين " على أن يتجنب لذة البيرة التي تجعله يسهر الليالي وحيدا دون ان ينسى التخطيط للحياة والمستقبل ..
دائما يتذكر دعوات امه ، ماذا سيفعل في غيابها ، ماذا سيفعل لو علمت بمخططاته البليدة وأفعاله التي تعيق كل المشاريع التي دخلها أو فكر في إنجاحها،..
دائمآ يتذكر مساعدة إخوانه وأقاربه ....لم يكن يأبه لصراخهم أو آرائهم أو حتى ابتساماتهم المخادعة
لكن كلما اقترب المساء تحمله أرجله دون أن يشعر باتجاه بائع الخمور ، يشتري كالعادة قنينات البيرة ، يتجه إلى مكان خلوته ، يسهر كعادته دون إخبار اي كان ، لم يكن يروق له مجالسة الغرباء ، لم يكن يطمئن للذين يتكلمون كثيرا عن النساء أو عن بعض الهوايات الخاصة مثل الرياضة
و السباحة و الركض والمشي وحتى الجلوس قرب الأمواج..

الشيء الجميل الذي كان يعزيه في نسيان هذه الإخفاقات
هو إشعال سيجارة ومعانقة بيرة باردة ، أما المستقبل و الهوايات والمنازل و الشقق فقد تأتي يوما ما ، أو قد تتأخر
لمدة معينة أو قد تختار اتجاهات أخرى مؤدية إلى صحراء
أو أراضي مليئة بالثلج....

المصطفى المحبوب
المغرب .
  • Like
التفاعلات: محمد علاء الدين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى