أمينة عبدالله - ما أسميته باقتصاد الحرب..

ما أسميته باقتصاد الحرب
بوضع الطعام المختلف
وجعله يأتلف ..
أسميه أنا: "اقتصاد الحب"
غيابُ حرفٍ هنا لا يعني فلسفة
أو مجازاً لغوياً.
هو وعي كامن بالحب
أود تعلم مهارات نسوية صغيرة
كتعلم أشغال الإبرة؛ لرسم خيالات التراث الشعبي ومخيلتي الشعرية
كيفية إعداد طيق الإفطار بشكل فني يليق بتطور طرق التعبير عن الحب.
كيفية إزالة الاتربة عن الستائر ااــــ (Blak Out)
علّي تعلم رسم المشاهد بدقة أكثر ؛حتى لا أكسر الكوب المميز الذي أخرجته من مقتنياتك لي.
سأعد طاولة للنبيذ مزينة بشموع حمراء ومجملة بالمكسرات والفواكه والجبن المميز لبلدتك.
سانتظر حضور المرأة العادية جداً للرجل البهي.

*
ورقتان للنتيجة..
في سابقة تضر بالعملية الصناعية والتجارية، وتثبتان الزمن ليوم ميلادي.
أكانت الثانية اشارة عن قطع الأولى وفسادها، كانقطاع ذكرى لمصاب بالزهايمر!؟
أم كإشارة لفقد متكرر ؟
وتلقي رسالتك الحنونة: " البقية في حياتك، لا تقلقي ستعيشين ١٠٠ عام"
أخبرتني بالبقية بنظرتك الثاقبة وتصديقي لكل ما تقول،
لم تخبرني ماذا أفعل في هذه البقية؟

*
كملكة فرعونية بفستان جينز، أدرك ثقلي الذي يربك وجودك العربي الذكوري.
عليِّ التغاصي بعض الشيء
منحك قوة متفردة كمن يحيي الموتى لبعض الوقت.
اعود ك "حتشبسوت" التي تودع حبيبها في مطار موحش كنهار أتى أنت لست فيه
تحصنه بترنيمتها المزدوجة كامرأة محبة تحميه
كامرأة غاضبه تمحوه.

*

أجيد التواصل بالأمكنة.
لا يستهويني سكانها على الإطلاق
في مقابر المسلمين ..
أبحث عن ضريح "ريحانة المجنونة"
في مقابر المسيحيين ..
أبحث عن مقبرة الحاجة "مريم عبد المسيح"
هكذا رأيت ووجدت
في المعابد المصرية ..
أطمئن لملامحي ولوني وبهائي الذي يبرزه حزني كلما تقدمتُ في السن.
في البحر ..
انتظر هدوءه بعد عواء لا ينتهي حتى بجرح الأحبال الصوتية.
في النهر ..
أدس اشتياقي إليك، وشهادته كشيخ عجوز ذو مهابة على اعتراف بالحب.
في الطائرة ..
أحمل قلبي جريحاً؛ ليعود منتصراً
لم أزل في الهواء.

*
كلما أتت لحظات للكتابة
أهرب للوحة التقطيع في المطبخ
يذكرني صوت السكين
بأهمية الأوزان الشعرية للتقليديين، والإيقاهات المتجددة للنثريين
استدعي بعصف ذهني
ماذا يعني هذا الصوت..
موسيقى الحب أثناء إعداد الحبيب للفطور
صوت مياة دافئة في صباح أول بعد سفر طويل
اعتراض الحبيب بلفظ خارج على حين غرة
الاهتمام بتفاصيل تقطع الروح وتفطر القلب
ذلك الصوت للسكين على لوحة التقطيع، يدركه قلبي تماماً كلما اقترب ضابط للزنزانة.

*
أبني تاريخاً موازياً للأشخاص بحاجاتهم
أو بالأحرى بذكرياتهم
أحفظها كفلاشة"سرية للغاية" أو كشريحة (G.p.S) مخبأة في طبقات الروح المعلنة؛لاقتفاء أثر الوشاية.
أسير وراءها كل يوم، أطمئن على القلم الذي كتبت به اهداءك الرسمي، قبلته وأهديتني إياه
تفاصيل حقيبة السفر لطريق طويل، مشاركة ( Live Location) للأمان
ذلك الحب الأمومي لرجل شرقي غير قابل للتكرار.

*
تركني حبيب لأنني دميمة جداً
وذلك لن يرضي أمه.
تركني حبيب رقيق جدا لأنني قوية جداً
لن يتقبل ذلك ..
تركني حبيب منظم جداً يخطط لإدارة كل شيء، وأنا فوضوية جداً
لن يناسبه ذلك.
تركني حبيب يهتم جداً بأظافره، لأنني أقضم أظافري.
تركني حبيب لا يحب المسئوليات، وأنا امرأة شرقية جداً
تركتني لهوة الفقد بنسخ غير مطابقة لي.
تركتني لأنني أحببتهم جميعاً.

*
سألتني صديقتي:
ما الذي حدث للرجال؟
يغزو الشيب أرواحهم المشدودة للماضي بأفكار سابقة التجهيز
يفقدون حبيباتهم اللائي قبلهن بعشق حقيقي
يتمسكون بذوي القربى؛لخلق اسطورة الام التي لا تفنى
يتخلون عن حبيباتهم اللائي كن عوناً لهم
يخذلون أرواحهم إلى الأبد.

*
مسافات في القسوة
حين آخذ ما يكفيني من الحب
أصبح قطعة حلوى مشبعة بالشاي بلبن
أتحول لطائر خرافي يقطر حناناً
يأخذ بيد المأزومين
يعبر بالمنهزمين
يطرق أبواباً تفتح لأول مرة .
حين آخذ ما يكفيني من الحب
يرق صوتي كمرتل متمرس؛لقراءة
"ألا بذكر الله تطمئن القلوب"
حين آخذما يكفيني من الحب
أصبح عداءة
أمشي مسافات في القسوة غير مأهولة
أفتح فيها باباً للمقبلين على الحياة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى