إسلام العيوطي - أرض الزيتون بين آلام الفقد ووطأة الإحتلال...

تَمضي بِنَا الأَيامُ ونحنُ نُشاهد ونتوجع في صمتٍ رهيب، وكأننا نُشاهد مُسلسلًا درامِيًا، أو مسرحية مأساوية على مسرحِ الحياة، يُمثل فيها الفراقُ فصلًا مؤثرًا يدمي القلوب ويوغر الصدُور، من انتهاك لحرمة الأطفال والنساء والعجائز والشباب وكافة طوائف المجتمع على حدٍ سواء،
وذلك لعدم وجود ردع لوقف سيل الدماء وانتهاك حرمة الأبرياء،
بيد أن رغم مرارة الفقد، وبشاعة المشهد الدامي يستمر وداع الأهل والأحباب في نسج قصةٍ مؤلمة لا تنتهي
في أرض الزيتون والطفولة المشردة، وأحلام الرجال التي سلبها الاحتلال، بين آلام الفقد والحرمان وجدران حواها الركام واكتظت بجثث وأشلاء الموتى، فأصبح الأطفال بلا مأوى..
حقوقهم مبتورة، وبيوتهم مدمرة فاستبدلوها فأصبحت خيام في العراء يكسوها البرد كل مساء، وبطونهم خاوية
لا غذاء ولا كساء، بينما ننعم نحن بدفء البيوت صباح مساء، ولا نملك لهم سوى الدعاء..
وبين الأحلام المسلوبة، والحقوق المبتورة ينزف قلب العروبة ألمًا وحزنًا وحسرة.
فإلى متى سنظل نشاهد هذا الدمار ولا نستطيع كشف الغبار؟!!
تمر بنا الأيام مثقلة بالهموم مليئة بالغيوم حيث يتداخل الماضي مع الحاضر في مسارات متشابكة
لا يرى فيها سوى أنين يغزو القلوب ويعتصرها من شدة الأسى فيملؤها حنين لغد مشرق تكشف فيه الغمة ويعود لفِلَسطين عزها ومجدها وأرضاها المسلوبة فتنعم بالحرية من جديد.
اللهمَّ يا مُقيل العثرات، ويا قاضي الحاجات، اقضِ حاجتهم، وفرّج كربتهم، وارزقهم من حيث لا يحتسبوا،
اللهمَّ سخّر لهم جنودك، وانصرهم نصرًا عزيزاً مؤزرًا، فإنّه لا حول ولا قوة إلّا بك يا أرحم الرّاحمين.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى