د. محمد عباس محمد عرابي - شهر رمضان في التراث الديني والشعبي لدى الشاعرين عبدالله العامري ودرويش الأسيوطي

لشهر رمضان مكانة في نفوس المسلمين والعالم أجمع فهو شعر المعاني السامية والقيم النبيلة التي تُترجم عمليا في حياة الناس،وقد تحدث الأدباء والشعراء في قصائده عن هذا الشهر، ومن هؤلاء الشعراء الشاعرين الكبيرين عبد الله بن علي العامري ودرويش الأسيوطي،وهما شاعران مخضرمان – بارك الله فيهما –

وهذا المقال يدور حول بعض ما قالاه عن شهر رمضان المبارك بحكم تخصصهما ففضيلة الشيخ القدير الشاعر عبد الله بن علي العامري بحكم عمله وخبرته الطويلة في الأوقاف والوعظ والإرشاد تكلم عن الجانب الشرعي لرمضان،والشاعر القدير درويش الأسيوطي بحكم إبداعه في التراث الشعبي تحدث عن رمضان في الفلكلور الشعبي، وفيما يلي قصيدتان عن رمضان نعرضهما من خلال محورين على النحو التالي :

أولا:قصيدة رمضان للشاعر عبد الله بن علي العامري:

حيث أشار فضيلة الشيخ الشاعر عبد الله بن علي العامري في قصيدته عن رمضان عن حب المسلمين لرمضان، ومافيه من صيام وقيام ،وما يتم فيه من تصفيد للشياطين ،وفعل الطاعات ،وكبت الشهوات ،والتغلب على الذنوب والمعاصي ،وتحدث عن المحرومين في رمضان ،ووجه نصائحه للصائمين مبينا أن الهدف الأسمى من رمضان تحقيق التقوى .

وفي ذلك يقول (حفظه الله ):

دعوا رمضان تألفه النفوسُ

ويؤنسها وقد عز الأنيسُ



ويصفو ليلُه ذكرًا وفكرًا

وليلُ الصومِ مربحهُ نفيس



وللشيطانِ في رمضان قيدٌ

و للشيطانِ أذنابٌ تجوسُ



ملأتم موسم الخيراتِ شرًّا

و للشهواتِ ترتفعُ الرؤوسُ



و خمرةُ صاحبِ الأهواءِ لهوٌ

و بعد اللهو تنتفضُ الكؤوسُ



و من جعل الكتابَ به عضينًا

له في كل ملهاةٍ طُقوس



سيُحرم فضله و يبؤُ خُسرًا

دعاة النارِ للباغي تسوسُ



فيا أهل الصيام الحقِّ صونوا

مُرادَ الصومِ فالتقوى دروسُ



ثانيا :قصيدة رمضان زمان للشاعر درويش الأسيوطي:

حيث تحدث شاعرنا القديردرويش الأسيوطي في قصيدته زمان التي كتبها عام 1973م عما يمثله رمضان في تراثنا الشعبي من صوم وآذان وكسوه وسهر الليل والفرحة بقدومه كفرحة قدوم الربيع ،ثم تحدث عن جنودنا الذين حققوا نصر أكتوبر 1973م في نفس الشهر الذي كُتبت فيه القصيدة ،وتحدث عن الفلكلور الشعبي من المسحراتي ودوره في إيقاظ الناس للسحور،وتكلم عن ضبط اللسان من منظور تراثي ،وبهجة انتصار أكتوبر رمضان عام 1973م،وعن المأكولات الشعبية في رمضان من كِشْكْ وْزَبِيبْ حيث يقول في هذه القصيدة التي قيلت يوم الاتنين أول أكتوبر 1973

:

(1) رمضان زمان

رَمضَانْ زَمَانْ ..

صومْ وْأدَانْ..

مِغْرْبْ غَرِيبْ .. كِشْكِ وْزَبِيبْ

فَرْحَهْ وِكِسْوَهْ لِلْبَعِيدْ وْلِلْقَرِيبْ

رَمَضَانْ وِعَادْ

نِفْسِ الْمَعَادْ

مَا أحْلَىَ اللَّيَالِيْ وِالسَّهَرْ

مَا أحْلَىَ الْغُنَا لِعْيُونْ َقَمَرْ

لَمَّا يِهِلْ هْلالْ كَما كَمَا قْدُومِ الرَّبِيعْ

مليان طيايه

كَأَنَّهُ الطِّفْلِ الرَّضِيعْ

دا كُلُّه كَانْ

أَيَّامْ زَمَانْ ...

رَمَضَانْ وِعَادْ .. نِقْسِ الْمَعَادْ

وَاوْلادْنَا لِسَّهْ عَ الْقَنَالْ..نَفْسِ الْوِلادْ

وِالْعِيدْ َبعِيدْ

لَكِنْ قُرَيِّب بِالْجِهَادْ..

وأنَا يَا بَلَدِي

مْسَحَّرَاتِي في حَوَارِيكِيْبَأعِيدْ

دَقِّةْ أمَلْ حَافِظْهَا جِلْد (النَّقْرَزَانْ )

إصْحَى يَا نَايِمْ

يَانَايِمْإصْحَى ..

إصْحَى يَا نَايِمْ لا الأدَانْ

يِسْبَقْ سُحُورَكْ

تِبْقَى صَايِمْ للأبَدْ مِنْ غِيرْ أدَانْ .

يَا نَايِمْإصْحَى

رَمَضاْنْ زَمَانْ

فَارِسْ عَلَىَ ضَهْرِ الْحُصَانْ

غَازِي فْ سَبِيلِ الَّحَقِّ مِ النُّورْ للأدَانْ .

صَايِمْ عَنِ الْكِلْمَهالرَّخِيَصَه اللَّيِّنَة

أمُّ الْحُرُوفْ عِلِّيقْ بِتِتْعَلَّقْ عَلَى كُلِّ الْعِيدَانْ

عَشَانْ مَا يِخْنُقْ زَهْرَهَا

عَشَانْ يِنَجِّسْ طُهْرَهَا

الْكِلْمَه فِي رَمَضَانْ عَرُوسَه وْمَهْرَهَا

قَلْبِ الْحَقِيَقَه لَوْ يِبَانْ

الْكِلْمَه لَوْ تِلْبِسْ تِيَابْ الزُّورْ

مَا تِبْقَاشْ مِ الْكَلامْ..

تِبْقَى عَمَا

تِلْبِسْ (غَمَا )

لا هِيَّه نُورْ وَلا هِي ضَلامْ

الكلمه قُوَّالْ أمَانِه

لازِمْ تِمَشِّي ع اللِّسَانْ عِرْيَانِه

عِرْيِ الْكَلامْ .. بَعْدِ الصِّيَامْ

مَا هُوشْ حَرَامْ ..

إنْ كَانْ عَلَى (العِده) فَفِي قْلُوبْنَا السِّلاحْ

واللهِ بِالإيِمَانْ نِجِيبْ مَلْيُونْ صَبَاحْ

نِجِيبْ كَمَانْ

رَمَضَانْ وِعِيدْ

نِكْتِبْ عَلَى كْفُوفْنَا النَّشِيدْ

الله أكْبَرْ يَا وَلَدْ

نُفُرُشْ صَوَانِي الْفُطْرَه

قُدَّامْ الْكَنَايِسْ وِالجَّوَامِعْ فِ الْبَلَدْ

وِنْغَنِّي غِنْوِةْ الانْتِصَارْ

يِعْلَى الأدَانْ فِي كُلْ دَارْ..

يُبْدُرْ زُهُورْ الْفَخْر فِ عْيُونْ الصِّغَارْ

وِيْعُودْ لِنِا رَمَضَانْ زَمَانْ

مِغْرِبْ غَرِيبْ

كِشْكْ وْزَبِيبْ..

فَرْحَهْ وِكِسْوَه لِلْبَعِيدْ وِلِلْقَرِيبْ

صُّلوا عَلَى طَهَ الْحَبِيبْ.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى