محمد أبوعيد - آسن هذا الظل

آسن هذا الظل ......
أفكاره ملوثة بارتدادات ظلامية
في مثل هذا العتم الصامت
لا أخرج من ضوئي أعزل
عادة ؛ أرتدي قولاً ثقيلاً ..... وأتعملق
أضع مجازاً حاداً بين أسنان القلم
وفي هالة ضخمة أخرج إلى مرعى النار
أذبح حبراً كبيراً وأتجلى في أوراقي
أتصدق على سطوري الفقيرة بالقصائد
فتأتيني ساعية شاكرة محملة بأفكار النمير
هكذا أهد عكارة الظلمات الصلبة
مع كل شروق ؛ أجتاز فكراً جديدا......
الشعر بغير فكر كشجرة عارية لاظل لها ولا ثمر
فلتحدق في نافذتي جيدا
حيطانك ممتلئة بالفراغ
والانطفاءات المشتعلة بالأرق
مهلاً ؛ سأنزل إليك ببطء حليم
أخبئك في حكمة عميقة
لا تتزمجر ؛ هناك ستكون أكثر هدوءا
ستأخذ حصتك من قلائل الأنفاس
فلا تركض فيما ليس لك به علم ؟
ستظل محملاً بالظمأ والماء لن يراك !
الحياة / العدم ...........
متناقضان ؛ تجمعهما علاقة معقدة للغاية
أنت لست مهيئاً للتعرف على خفاياها
فلا يشغلنك من هبط أولاً من رأس الآخر
يكفي أن الحدث وقع وقضي الأمر
وأن هذا الهبوط أعلن زواجهما في بحر هائج
دونما شك أنت ابنهما الشرعي
أنجبوك في لفافة من المد والجزر
ستطفو قليلاً وتغطس كثيرا
لابد أن تعثر على قشة الضوء
إن لم تعثر عليها لن تصل لشاطىء الشمس
ستظل في قيعان المجهول تنتحب
تشرب شروداً منقوعاً في عكارة الظلام
بعدها مباشرة سيخرس عقلك للأبد
الحياة قصيرة للغاية ..........
احترس ؛ هي بئر ماكرة
إن كنت مشعاً بالظلمات الملونة
ستسقط سريعاً في قاعها العاهر
في الأسفل الغريق ........
بدون ندم يرافق وحدتك
لن تستطيع الصعود إلى النور
كل ما عليك أن تنحني لحوض المرآة
تغسل هذا الوحل بأضواء الندم
حينها ؛ ستعود طيرا ...
حينها ؛ سنغني سوياً على غصن واحد ....


محمد أبوعيد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى