محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - الآن فقط ستسمعين...

الآن فقط ستسمعين
ستخفضين صوت تلفازك
تُعيدين الهاتف المحمول
الى جيب الحقيبة
وتجلسين
الآن
تجلسين
ككلمة سيئة الحظ في فمِ ثمل
كأيدي عاشقة
على اُهبة حبيبة
تجلسين
لكنني لن ابحوح بسِر مَوتي
مُوتي فضولاً، مثل وعكة بلا فراشُ هادئ
ومثل ليلة بلا قمر
ومثل نوبة قلبِ
غابت عنها نظرات الطبيبة
اتهتمين ؟
مات قبليّ الالاف
اترتجفين
ليس قلقاً
فقط هذا شتاء وثوبكِ شفاف
اتفكرين
بجثتي
ماذا اُفضل في الزيارة الاولى لي قبري
النرجس
ام الصفصاف؟
اتفكرين
اعليكِ مسح يدي عن جسدك بايدي حبيب
ام استحمام بماء الدش يكفي
لمسح صورتي عنكِ
و عن ظهر اللحاف
اتسمعين
في الخارج ليس الريح
شبحي يئن بذكرياتك وينكسر
ويموت مرةً اخرى
انظري ليس بالرصاص
هذه المرة ذبيح
اتسمعين
شبحي يدخل الحمام
أين قميصه الأخضر
أين بوسكره المُريح
اتسمعين
ليس ريحاً ترمي بالاشياء
وتفزع الاشجار
أنه قلبي يصيح
ارحل لأنك مُت تقولين
هناك رجل سيغير قُفل هذا الباب
سينزل عنك سحاب المنامة
هناك ملايين الرجال
وليس لي غيري شبيه
فلتبحثي
ما استطعتِ
ولتطردي شبحي كثيراً
أنه مثلي، غير راضي بموته
مثلي حزينُ
وعاشق للأرض، مجنونُ جريح
أنه مثلي
عاشق يأكل خبزه الشعبي،
ويشرب دمع حارته
ويلفظ رأيه وقحاً صريح
أنه مثلي
ولكنه لا يأنس الوحدة كثيراً
فلذا ترينه بين ليلة واختها
هجر الضريح
اتسمعين
لن تسمعي
لانك مُثقفة ولا تثقين بالاشباح
ولكني اُذكركِ بأننيِ كنت حياً مثلهم
وُلدت في صيفٍ بطولي
بآهة خرجت من قلب آمي
آه
تلوا
آه
ولعبت مثل جميعهم
الغميضة، والحجلة
ولعبت دور الضابط الشرير
اُطلقت
تاح تراح
مثلهم
شاغلت جارتي متعذراً بحصة الكيمياء احياناً
واحياناً اقول
احتاجها لتساعدني
لأنجح
كم كانت ضحكتها مكدسة بالنجاح
مثلهم
صادقت شاي امي
فمن امي، ومن شايها
كم أكتشفنا من صباح
مثلهم بكيت في المراهقة، حين اِنجرحت
قَبلت في المراهقة، عندما شفيت
أكتشفت كم يُجدن في المساء الشاعري
صُنع الألاعيب
اتسمعين
هذا انا امضي وحيداَ في المدينة
ازور اطلال البحيرة
لأكتشف جُرم السفينة
اتسمعين
هذي بلادي كما هي
تقفر لجلادي
لخنجره
وتدفعني بعيداً
كالقنينة
هذي بلادي، انظري مُدماة
وجائعةُ
ومسكينة
اتسمعين
هذا انا مواطن سيء التوقيت
اُصنف نفسي
بالصالح
سمعتُ نصائح الوالد
اقمت الفجر في زمنه
رغم شتاءنا البارد
شهدت الحضرة، ملئت قُلة الفقيه
دورت صعدتُ حتى الله
ورتلت وراء الشيخ نصوص الوارد
هذا انا
جمعتُ تناقضات آدم
ولكنكِ
عجزتِ تُجاري حب حواء
فلم تغويكِ تفاحة
وحذرة امام سِحر ابليس
اتسمعين
انا مثلهم
تورط لونيّ الزنجي في العربية
عرف الحب من ليلى
وعمرو القيس
وجاءني روميو، مثل مُحمد العربي
عبر قوافل التجار
وعبر غزاة
فلا فرقاً بين الارنب المتكلم
عند جويس
و بين الهيكل التاريخي لسليمان
وما قد قيل عن بلقيس
انا مثلهم
في الحربِ استدعوني كي اُقتل
انا الغائب، حين ولادتي الاولى
وحين وزعوا التمويل
وحين انتخبوا ما اسموه فينا رئيس
انا مثلهم
حفظت تاريخ البلاد
بالجهة الرسمية والمغلوب
وعرفت أن السِلم، ملكاً للخزينة
نحن حصتنا الحروب
والقمح للبنك المؤدب
للجواري
للمضاجع، وللمباغي
فنحن لا نملك ثياباً
أين قد نضع الجيوب
و مثلهم
لم اشكي
مُر الصفع
لم ارفض فواتير الصلاة
عند الدفع
لم ابكي حزنا عندما ذُبح الجنوب
لم اسأل الوقت
عن سرقاته الكبرى
فمن يهتم إن سبق الليل خيل الشمس
فمنذ متى عرفنا غروب
الآن اسمعي صرختي
تخرج
بلا اصفاد
لأن الموتى لا يخشون
ايدي القاتل الجلاد
لأن الموتى منفتحون
إذا
الموت
فما عادو غزلاناً امام النبع
ليخشو قبضة الصياد
اتسمعين
يُحزنني
بأن الموت لا يحدث سوى مرة
يحزنني
وددت الآن لو يزداد
دعي شبحي
فأنه طائشُ مثلي
يُصدق اغنيات الأرض
ويحلم باليدِ الذهبية للأنثى المُسمى بلاد
#عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى