محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - في العيد غير السعيد، والدخان يتصاعد كأرواحِ اسلافنا

في العيد
غير السعيد، والدخان يتصاعد
كأرواحِ اسلافنا
جريحاً ينزف كلماتنا المحتقنة
في قميص السماء المُفتق
اُفكر
في المُدن التي دخلتها
انتعل كل تلك البيوت المثقوبة بالحنين
كل تلك الطُرق التي قدمتنا
حتى النسيان
وعادت لأشجارها
تُذاكر مشاوير قديمة لم تُصححها مُدرسة الشعر
اُفكر في النساء الخفيفات
مثل عشبة في مهب المطر
في ليل الخرطوم
والواحدة إلا حنين، تطرق النافذة الخشبية
والأم تعُد الأسرة
للفراغ الضيف
والقهوة للشعر، والنسيان المُّعطل فوق المقاعد
افهم مأساة نيرودا الأن
طعم أن تُقتلع من شجرة البيت
من ظل الجدار
ومن نكته الجار غير الخسيس
اشعر بما حسه لوركا، حين لمح العَلم يرفرف
في سماء السجون
لم يرتعش كالمُحب المُبتدء
بل طُعن في قلبه
بالقماش الجريح
بكيت برفقة بركات
مذاق أن تكون هويتك إتهام في محضر الحرب
وفقه الرصاص
اعرف أنني في الفجر، ساركض الى المطبخ
كأعياد معافية في الذاكرة
ابحث عنها
تقف هناك، ملطخة بالدعوات السعيدة
محاطة بالشاي
لكنني لن اجدها
سأجد المطبخ والشاي، والفراغ المطعون بالغياب
وستفعل مثلي
تنتظر في المطبخ، شبحي الذي عثرته الجُثث
امي
يا امرأة من ماء و عشب القُرى
من أغاني، و طحين الضحك
من زغاريد اُنثى المطر
قالوا العيد آتي
خرجت بقميصي المُفضل
وسروالي المُفضل
حتى أني تعطرت بحلوى الكرز
لم اجد سوى الجند يفتشون حقائب العصافير
ويوقفون الفجر خلف الكمين
وسيارات الشُرطة
تُصادر كل البالونات، ونزهات الصغار
ربما اُقتيل
افكر
ربما جُرح في حادث سير
ربما لم تعُد تُغريه المدينة

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى