أنس الرشيد - مجازٌ يستيقظ

قالت له بعنف:
.قِف.
رَدِّد ورائِي:

- "أقسِمُ باللهِ العظيمِ، أن أقولَ الحَقَّ، ولا شَيءَ غَيْرَ الحَق".
- أُقسِم باللهِ العَليّ، أنَّي:
أنا (الموقع أدناه) ليْسَ لِي دَورٌ فِي مَا سَأقُوله، إلًّا:

أنَّ المَجازَ أيقظنِي مِن سُباتيَ المَجازِيَّ؛
لأكتُبَ هذهِ الحقيقة.
‏.
‏.
‏خَرجَت الْفَتاةُ المُلَقِّنَة، مِن غُرفَةِ القَسَم، وتَركَته يتلو مَا أقسمَ عليه.
.
‏صَعدَ مِنبَرَ الغرفَةِ، وانفجرَ يتلو:
..
‏..
أيُّها الناس:
هَذِه خُطبَة الرَبع المَجازي . . .؛
فأمِّنُوا حين تَسمَعونَ أنينًا والْتِجاء...، وهَلّلوا إذا سمعتُم وحيًا وارتِجاء...، واستغفِروا إن سَمعتُم ضَعفًا وابتِلاء.
.
.
أيُّها الناس:
في صَحراءَ مُتربّعةٍ، يُحاولُ: ضَبابٌ شتويٌّ على أُفقِ الخَريف؛ مُغَازلةَ كُثبَانٍ تُغَطّيها الأقدام، وأقدامٍ يُغطّيهَا الْبَيان.
.
ويُحَاوِلُ: الكَائِنُ الرمليٌّ، أن يَنزوي فِي (رُبْع ٍ ) شِعريٍّ، مُنعَقِدٍ، في خُصلاتِ شَعرٍ...،
/ وقفت ْ /
من صَرخةٍ يَئِنُها عَلَمُ الدليل
.
تَمايَلتْ بِه رِمالُ الرؤى، وانْطَلَقَ... يتبَعُ شِريانَ (الحبيبةِ)، حينَ انبثقَ مِنه الوحيُّ؛
يَتلو تَضَاريسَ البَدءِ، ويغني جِنَاسَ الجِنِّ والنَاس.
.
غَرَّه مَجازٌ قَالَ: [إنَّي دليل...]. فنزلَ مَطرٌ يَرقُصُ؛ ليَغسِلَ ضَبابَ الضَباب...
ورَقَصَ الكائنُ؛ لرقصِ الشِريانِ الأبهرِ، على هَلعِ السمواتِ مِن صِراعِ أنفَاسِه في سَريرِ الشِعر.
.
نادَتْه قَطرةٌ مِن لَيلِ المَطر:
[انْغَرِس ْ فِي صَدرِ الحبيبة]
فأيْقَظَه ثعبانٌ من حَلمةِ النِفْد، فرقصَ مجازُ المَجاز:
{يا راقِدَ الشَّعرِ: أَيْقِظ راقِدَ الشِعرِ...؛
أيقِظْه... يَتهجَّى لغةً.
أَيْقِظْهُ...لينامَ عَلَى وسائد الصَحراء.
أيقِظْه... ليَموتَ في ربْع الأرباع}
.
لم يبقَ له إلا عَيْنٌ؛ تَرقُبُ انبثاقَ شِريانِ الحبيبةِ؛
غزيرًا .. غزيرًا... غزير ْ
كأنَّه لقاءُ حَواءَ بآدم...!.حين نامُوا على سَريرِ الوجودِ، فَسَالَ المجازُ . . .،
سَالَ... وسَالَ مَعهُ الدمعُ، حتى انعَمَى الكائنُ الرملِيُّ...؛ فأعمَى المَجاز:
/دليله الوحيد لضياعِ الدليل...!/
.
سَمِعَ هاتفَ الرِمالِ، يَرنُّ:
صوتَ تضاريسَ تَضرِسُ المجازَ
صوتَ رحيلٍ، يأكُلُ الطريق
صوتَ سِحرٍ، يَسحَر نَفْسَه قبلَ المَنام، وصَوتَ سَحَرٍ لا يَنام.
صوتَ مفازةٍ لن تفوز.
صوتَ فَراغٍ يَملأ الربعَ؛ ليزيلَ ركامَ أصواتِ المكان.
صوتَ سُكونٍ يُحَركُ الرأسَ.
صَوتَ شِريانِ الحبيبةِ، مُحَشرَجًا بالرمال..!..يُقاوِم تضاريسَ البَدء...
.
.
تَهجّى ذاكرتَه، ذاكرةَ الحَصَى:
فتراكمت أوهامُ الجبالِ، حولَ قصيدةٍ في وصفِ (سيحةِ البال).
.
تهجَّى الرمالَ؛
فزارَه جَسدٌ، ضُرِبَ بِسيَاطِ الرُبعِ (الخَامِسِ)،
وأُلبِسَ إكليل الشَوكِ (الأولِ)، مَصلوبًا بِعَمودِ الحَبيْبةِ، الْفِقَري بحُبَيْبَاتِ الرملِ . . .
لكنَّه لَم يَمُت...،

بل شُنِقَ بشريانِها، وسَالَ مِنهُ الماء.
...
..
.
. . . انتهت الخطبة . . .
‏.

أملاها:
كائن يترمّل؛
في السويعات الأخيرة
من مُحَاقِ العامِ اللعين ٢٠٢٣م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى