أسامة إسبر - قمم يجهلها النهار...

لا أبحثُ عن صورتكِ في الزبد
ولا في أعشابٍ طرحها المدّ تيبّست فوق الرمال
لا أراها في أصدافٍ تكسّرت
أو في موجةٍ وُلدت
شقّت طريقها
على ظهر العاصفة
ولا في بقايا سرطانات
في شقوقٍ وأجرانٍ
ولا في انزلاق ضوءٍ
على قار السفن.
أترك صورتك تفيضُ في داخلي
كما فعلتِ منذ أن جاءَ وجهكِ
وسكن الدوامات البحرية لجسدي
وتغلغلَ إلى أعمق
كما لو أننا خرجنا من أزهارٍ تفتحتْ على امتداد السهول
كما لو أننا انبعثْنا من أجنحةٍ انفردت على امتداد السماء
كما لو أننا خطونا من وهجٍ اخضرّ في قمم الأشجار
منجبلاً بضوء الظهيرة
حين قرع الربيع أجراسه على ضفاف الأنهار
وفي أفق السواحل
في تموّج ألوان على خواصر الهضاب.
جسدكِ معي الآن
يعجنني
يصنع جسدي
ينبعث في قدميّ وذراعيّ
فأشدّك إلى صدري
يحاكي عناقُنا ارتفاع الموجة
ثم نسقطُ فوق بعضنا البعض كمثل انهدامٍ مائيٍّ
من قممٍ يجهلُها النّهار.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى