يعقوب عبدالعزيز - على عجالة من أمرك...

على عجالة من أمرك تتسللين من النّافذة
أو من صدع الجدار
تحطّين على السطح كيمامة
وتدخلين بخفّة الهواء
حيم تنام الملائة
اليمامة التي تبصر قلق القمح المنثور
لم يسعفها الوقت لترتّب هديلها
هشٌ هذا الجسد لا يحتمل الموسيقا الموجعة
موعود هو بنوتةٍ وهميّة
وبمقطوعات يعزفنها عاشقات
لأحبّة غابوا بعيداً
حتى جفّ ماء الحياة في أجسادهنّ
تغرسين الجسد بإبرك الموجعة
ولايشفى مرضاك بالمورفين
ويظل الشيب يتساقط قبل عمر الشيخوخة
على عجالة من أمرك
ترمين منديل الغبطة فينا ومن يقشّر لنا
برتقال الصّراخ
الكلاب ترمينا بنباحها
وحناجرنا المحشوّة بالدموع والتلكّؤ
لا تقوى على الصراخ
تمهّلي قليلاً حتي يعود جنكيز من غزوته الأخيرة
أو تمسح السيدة غبار النّافذة بصدرها
ميّتون نحن في رغوة الحليب
و أقدامك السّريعة توخذ الجسد
على عجالة من أمرك تطيرين في الطّرقات
التي تطوي أرصفتها تحت أقدام
راقصة البالية
وفستانك الفوضويّ
يرتّب كراسي السهرة
حرٌ هذا الوطن رغم ولعه بالهتاف والثورات
مذبوحٌ هذا الحزن بعد أساورك
المعقوفة
ونائمون هؤلاء الحرّاس
والخفراء
وعلى عجالة من أمرك تتسللين كسارقة
تنتظرها مهام أخرى
تحشدين جيشك وتهجمين
تهجمين
بكتائب شعرك السّوداء
وبشفاهك الدّافئة
تذبحين رغبة الإفلات وتعوسين فساداً
و بعجالة أيضًا تغادرين
بالرصاص المدسوس لحوجة القتل
تهيّئين بنادقك
وتلجمين الصوت في أنين الوسائد
تدربين طعناتك في
الجسد المرتعش من وعوروة الأيام
تمشين بأقدامك الشّائكة في الظهر والبطن
والخد
والرّئتين
على عجالة من أمرك تستنطقين
هذا الجسد الملكوم
زيارة أخرى أجلسي فيها مرّة على الأريكة
وسيذوب هو أمامك كشمعة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى