مبارك وساط (شاعر غبار الأرض ووهجِ الأفق) - وقفتُ إلى جانب البئر...

أنتِ لستِ الآن في الغرفة- لأنك تبحثين في الحديقة، عنِّي أو عن السّحليّـة التي غارتْ في رائحة العسل- فيما، من النافذة، تدلف الآهة، قادمة من فم بعيــد، فتُحدّب ظهور المناضد وتُحيل أغنيتي إلى غبار.

أنا الآن على الشاطئ: أمامي السَّحرة، صهْدُ عيونهم حوّلَ بيوتاً عديدة إلــى دخان. العالـم رهيب، يُكرّرون، فتنشبُ حروب ويتساقط نخــاع شوكي كثير في صحون الباذنجان المقليّ وتشتدّ آلامُ كلَّ هائم...

سألتِـني مرّة هل تُزعجني قرقعةُ عظامك أثناء النوم. حدث ذلك ليلةَ شابَ القمر. وكان الألمُ يتساقط مُوهِماً أنه مَطر. ومضينا معاً إلى الحديقة، فوقفنا إلى جانب البئر التي تَحلم ببلد بعيد.

وها أنا، من جديد، أُمرّر يدي على سنام منضدة، وأُدرك أني لن أذهبَ غداً لِرؤية عظام جدّي، وأنك ستصفينني بالكسول، العبثيّ، بالتائه الأبديّ.

أحيانــاً، تكون ماضياً فـي طريقك، فإذا بنحلة تعترضُ سبيلـك، تتمدّد أمامك في عرض الشارع، فتبقـى واقفاً فوق ضحكتك، ويحيّيك صديق يُوناني يَبذر قمح الإلياذة في أثلام كفِّه اليسرى، فتقف مشدوهاً، إنْ لمْ تَلُذْ بالفِرار.


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى