د. آمنة بلعلى - مخـــــــــــــــــاض...

* إلى الشاعرة الجميلة فريدة بوقنة.. من وحي قولك إن تعلّم الإيقاع كان مجرد قرار..

تجيئني محمّلا بالصّهد
معطوب الوتر
حاولت أن أعدّل انعطافك المخلّ بالإيقاع
جربت طيّ الشطر مرة
ومرة همست في أذن الصدي أن يستقيم
ومرة جرّبت نحت الصخر كي أرتّب المعانى
وجرّني الحماس كي أخاصم التراب والحصى
وأحفر اسوداد الطين
كي أكشف المستور خلف الماء
وأجبر الإيقاع أن يكون كالإيقاع
وأجبر القوافي العرجاء
كي تغلق المعنى على عرائس الكلام
حاربت كي تطل قائما في حاضر المكان
وخضت في معارف الكبار
لكي أرتب الإيقاع دونما خلل
وكي تجيئني في العودة الأخرى
منغّما موقّعا بلا زحاف أوعلل
وأقتفي خطاك.....
تحملني إلى مسالك الأسماء
تفتح لي خزائن التاريخ والإنسان
هنا تحددت كينونة الأشياء
واستوت خرائط الحكاية
وبان لي التاريخ والدم المراق
هنا دليليَ الحكيم
والشاعر الجبان والمهرجون
والشاهد الوحيد عن تحوّلات الأرض والسماء
صحيفة مفتوحة على الأضداد
وحارس يجمع نبض العابرين
وكل ما في الرّمل والشواطيء الذبيحة
حنجرة مجروحة تئن أو حقيقة ولودة
وجامعو النصوص والمؤولون والكتاب والحساد
وناشرو العاهات والحرائق الجديدة
وبائعو المعنى وسارقو الأسماع
يطرقون بابه
ويرفعون الصوت بالتأويل والتحليل والتأصيل
والتأثيل والقراءة العجيبة
واقتفي خطاك .....
تحملني إلى منابت الحروف والكلام
تشير لي إلى سديم في المدى
مقنّعا، مستيقنا بظنّه
مكتفيا بصوته
مشتملا بعريه
مهتديا بغيّه
محتميا بظلّه
عيناه جمرتان
وشفتاه من حجر.
آمنة وهي تغالب الإيقاع

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى