مبارك وساط (شاعر غبار الأرض ووهجِ الأفق) - إنْ كُـنْـتُ مـنْـذُ الصّـبـاح...

لسْتُ من يُجامل. أتركُ قلقاً ينْسابُ في بُلعومٍ أو في أنابيب القصب، حسَب الطقس وكيفَ هو مزاجُ زهرة الآس على كتف النّديمة لينا. وإنْ كنتُ منذ الصّباح في هذه الحانة، جنب هذه النّافذة، بعظامي التي تتحمّسُ أيّامَ المآسي، فذلك للتعبير عن تضامني.

مع مَن؟ يُسائلني بعينه المخمورة البدينُ الجالسُ قبالتي، وكنتُ حسبته يعلم...

مع من! مع أولئك الأقزام الذين جعلتْ منهم الغابة القريبة أشْجارَها القَصيرة!

الأَوْلى الآن الإنْصاتُ لِصَفير أظافري المأخوذة بِحُلمِها المُتَكرّر، حيْثُ أظْهرُ، بدايةً، في شاطئ. بعدها، تقتربُ منّي امرأة في لباس ممرّضة- يتّضحُ أنّها ليستْ سوى لينا- حاملةً في يدها محقنةً تقولُ إنّها مملوءة بفودكا روسيّة خالصة! ثمّ تُوجّهُ إبرتها نحو ذراعي!

فجأةً، أتنبّه لِما حَولي.

وأُشيحُ بوجهي نحو النّافذة، فما الذي أراه في الأعالي؟

طيورٌ غريبة تحلّق فوق الغابة القريبة، التي جعلت من أولئك الأقزام المساكين أشجارها القصيرة!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى