محمد علاء الدين - الملاذ الأخير...

أن تحيا حياة كاملة تحت القصف الدائم.. هذا أمر لا يستهان به.. لذا قرر النزوح من شمال قطاع غزة إلى الوسط.. فخرج هو وأمه وأبيه وأخوته الصغار حاملين كل ما يمكن حمله تاركين خلفهم حياة كاملة بكل ما فيها من ذكريات وأفراح وأحزان وأمال واحلام بمستقبل قريب وبعيد.. أن تحيا حياة كاملة تحت القصف.. ربما كان أهون من الرحيل .
في الطريق الوحيد الذي قالت قوات الاحتلال أنه آمن كانوا يسيرون في جماعات ، لا يريدون شيئا من الحياة سوى العيش في أمان وكرامة ، في الطريق كانت كمائن جنود الاحتلال تضيق عليهم الخناق والطائرات تحوم وتزوم من فوقهم ، فجأة وجد رجلا مسنا يسقط على الأرض فهرول تجاهه جنديين من جنود الاحتلال وساعدوه على النهوض والسير حتى أدخلوه غرفة ، هنا .. سمع صوت طلقة رصاص .
كان موعد عرسه بعد بدء الحرب بأسبوع.. إلا أن الحرب طالت.. لذا قرر أن يتزوج وليحدث ما يحدث.. فربما ليس في العمر بقية.. لما لا نفرح أذن.. قال.. بالفعل تزوج من حبيبته.. وكان عرسا جميلا أنضم له كل من كانوا في الحي.. ظلوا يرقصون ويغنون حتى باغت القصف مكانا قريبا منهم.. وبعد أن هجمت قوات الاحتلال على وسط القطاع.. نزحوا إلى الجنوب ومنه إلى رفح.. وبعد سبعة أشهر.. أنجبا طفلا جميلا ..أسمياه حمزة.
وبالرغم من الموت الذي يحيط بهم من كل إتجاه الا أنهم كانت لهم رغبة ملحة في الحياة وأمل في المستقبل تلك الحياة التي رسم طريقها في أعينهم وقلوبهم حمزة.
وبعد أن كان مستقرهم في خيام اللاجئين.. قصفت قوات الاحتلال رفح وخيام اللاجئين بوابل من القذائف.. السماء أصبحت تمطر القنابل.. والدماء والأشلاء في كل مكان.. هرول البعض بإتجاه مصر.. بينما فضل البعض البقاء والموت على أرضه على أن يتركها.. قرر البقاء والموت على أرضه.. إلا أنه أعطى حمزة لزوجته لتعبر به إلى مصر.. لربما يعود في يوم من الأيام.. ويأخذ بالثأر.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى