سميرة بن عيسى - ليس باليد حيلة...

لا أتذمّر كثيرا من جدران المطبخ الرّطب..
طالما الأمومة تدفئ مفاصلي المتهالكة.
حلمت أنّني كنت في زمن آخر
بعيدا جدا عن بخار مرق طازج من الأوهام
وألسنة الحزن تنضج أكلة ذكري المفضلّة
لأنّني تعلمت منذ اللثغة الأولى:
أن أحبّ كل شيء بشغف..
طالما لا خيار آخر غير المرتبة الأدنى..
لكي أصبح امرأة صالحة
غير معنّفة..
تسجد لذكرها /آخر الأوثان و أجملها..
وتدخل فراديس الطاعة..
إنه المساء الآن
في ركن قصي من القلب..
الساعة تشير إلى العاشرة إلا حب
يدني الليل جلبابه القديم
على أفكاري الذائبة كقطعة شوكولا..
في فنجان خيالاتي..
أضرب بخماري على نهد ناتئ بخفة..
إنهم يخففون عن الإماء فقط..
وأنا لست منهم.. !
أقصد الملابس طبعا ..
لكنني أنسى دائما خصلات شعري تراود البعوض عن نفسه في ليل الصيف المتعرّق..
من سطح منزلنا تبدو النجوم ساحرة
ولامعة.. كعيني نمر إفريقي،
لذلك لا أهتم كثيرا إن كنت سأرتشف الخيبة أو أحتسيها على مهل
كما يفعل شعراء الفيس بوك !
طالما مازال يمكنني الكتابة..
آمل ذلك دائما يا الله..
لاأملك الكثير لأحدثكم به
وكنت أرجو أن أفعل بتهور..
لكن البعوض مزعج حقا..
أتساءل:
هل تخرج إناث البعوض
في هذا الوقت المتأخر من الليل؟
تبدو فكرة سخيفة..
على الأرجح كلها ذكور..
غريب..
مازالت ظبية الساعة رابضة
عند العاشرة إلا حب
كانت قبل إلا..
تركض كسهم البرق..!!
ربما لأنها أنثى..
وهذا حتما يفسر الأمر..
وأنا مثلها ساكنة منذ إلا..
و لا أملك ما أقوله لكم عن الحب..
غير أنني أفكر:
لا شيء يلزمنا أن نكون أوفياء في الحب غير ما تحمله صورنا النّقية من صدق، وليس غيره ينجينا من الكدر..، ولا شيء مهم آخر سيحدث إن لم نكن كذلك غير الحزن..
فكرت أيضا:
هل سيحاسبني الله لأنني أحب، إذا كان سيفعل حقا فالجحيم للصدق والوفاء إذن..، الجحيم لجلود النّساء الطريّة أشهى ما تطلبه النّيران، الجحيم لكل معنى جميل !..
وماذا سيبقى من أرواحنا إذا كنا سنحاسب على الخير الذي فيها..!
كأنّني أرى الآن الخط الفاصل بين الحب كهبة إلهية، والخطيئة كلعنة شيطانية..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى