فتحي مهذب - كما تسقط الأبراج المتداعية...

كما تسقط الأبراج المتداعية
في المدائن القديمة
كما تسقط شجرة الكالبيتوس
في شرك الحطابين
تسقط ستون سنة من جيبي
أضرب في مناكب الأرض
على كتفي كيس مليء بالسيئات
وفي يدي مزمار السحرة
لم أعثر على بابك الجميل يا رب
لم أعثر على أصدقائي الجيدين
على نجوم حزينة في الشرفة
على بيتنا المجاور
لخيمة توت عنخ أمون
لم أعثر عل أحد في سفينة نوح
لم أعثر على عشبة جلجامش
الفلاسفة انتحروا في دار الأوبرا
الموسيقيون يروضون الأبدية
في رؤوس الجبال
مهجوسين بغد من الكريستال الفخم
فهد الشهوة الأشقر
يترصد حملان الجسد
الغيوم تتقاتل في برية الكلمات
ناس يدخلون خرم الإبرة
وناس يخرجون
مختومين بطلاسم الأسئلة الكبرى
مخلفين ثقوبا عميقة في الكلمات
ستون سنة من العذاب الخالص
تسقط في البئر
ولا شاهد غير النسيان الأشيب
فقدنا مراكبنا في وحل الشرق
ذهب العائلة في تابوت النكسة
طفولتنا في شرق المبغى
وفي فمي الكثير من القش والزبد
والعميان يرشقون السماء
بالصلوات
الموت يقرع الأجراس
في بيتنا العربي
بينما غزة مثل لمبة متدلية
في شارع موحل
مأهول بالغربان
بينما تمطر السماء بالتوابيت
والنساء يعبرن المستقبل
بأجنحة من رماد.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى