سالم الشبانه - تائه في الربع الخالي...

بحر هائج في نوفمبر، ريح تقلب الكلام في فمنا
نهدك يتصلب من البكاء،
ضربات سريعة علي البيانو؛
وتضعين يدي الباردة في ظهرك
لتردين الوحشة عن الباب.
آدم بلا خطيئة والبحر،
برأس مائل كأجداده،
وقلب يضخ الدم في الطريق.
يدي عاطلة!
أحصى الخسارات بخشونة:
ساعات ميتة، والكلمات عرجاء
برد طوبة، والذبيحة تحت البوابة
حلم الأسر، والصديقة في الهاتف.
هذه الأيام لا تعطي
إلا خشونة الركبة،
والغبار في الخريف.
ووجع في الخاصرة،
الأصابع في خرائط ناعمة؛
أم جسدك يسهو بلا غطاء
أو عري دافئ.
فأين تكمن الخديعة
رغبة عالقة فوق الماء، تحت الماء
تترسب ملحا في العضلات
ولساني قطعة فلين
لا تقولي: إنك قادر.
مازلت أتدرب علي عض ظلّ العائلة
ونزع التاريخ عن جلدي.
لم أكن بلا ندم؛
الضائع في المتاهة
وعينيك ثقب قلبي الأبكم.
ثمة في جسدي
يقين بدوي تائه في الربع الخالي
وقحط في حقيبة السوق،
في الهاتف،
في الذكريات بلا بيت،
أو الدرب الذي يصعد إلى البيت.
في عراك قراصنة
يحلمون بحانات، ونساء
في موانئ كالسراب.
البحر في الظهيرة،
صفيحة بيرة في الريح،
شماليون بلا بيت،
يجلسون في لهجات غريبة؛
ونحن نكرر أكاذيب تحت شرفتك،
وهياج أمك من شبح ماض.
كيف فشلت في اختبار الزمن؟
فالماضي الذي تقسمين
أنه شامة قلبك؛
يتنفس جنينا مخنوقا في المرآة.
لا كلمات؛ بلطة مشرعة
أظنها سقطت من جينات
أو هرمونات تركض في دمك
سيكون موت،
والدموع تجف في السيارة
سيكون خنجر،
واليد فارغة من النعمة.
جسدك تحت برد ديسمبر
وأنا أبكي
جنة الله في الطابق الثاني والباب الموصد.

سالم الشبانه

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى