محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - أعاصيرك تشخر يا (نهر النيل)...

اعاصيرك تشخر
يا ( نهر النيل )
يا سليل الأعشاب التي لم تجد متكأ
في تاريخ الخُضرة
إبن الجريان العنيد
متلقي طعنات الصيف، بحزمة مراكب
اعاصيرك تشخر
كالثوار تماماً، حين يحاصرهم الدم
كالثوار تماماً
حين تمسهم الرعشة
حين يعُوا، نعومة العدم
يا شريان ارضِ قتيلة
منتهى مذبحة الخريف، الطعنة الختامية للماء
و الشاهد الأخير على خيانة السنبلة
تُطاردها كالنميمة
مِن نبعك
حتى قاعة رقص البورصة
اعاصيرك تشخر كالذبيحة يا نهر
اغصانكِ
ترتجف كالصرع
كالتصدع المضبوط في فِراش المطر
يا بساتين
توتي
جيش اشجار المانجو
حراس النهر المدججين بالريح
انتم
امينون أرضِ نسيت كيف ترقص عارية
حين يداهمها المُخاض المتهور
حين يُعريها المطر المنحرف
حين تلاعب فساتينها اصابعيّ الريح.
بينما
ننفش نحن شَعر الكلام الأباحي
نُسرح شَعر الفكاهة، لنثمل أكثر
بالدم المُراق في شُرفة الوقت
الجنرالات يجرون المُدن كالأسرى، مُكبلة بالتفاتيش والاضرحة
يجرون امم الموسيقى
وشعوب الخلاعة الى زنزانة الله
يجروب الاغطية الداعرة عن ارجل سترتها الشهوة عن خزائن الدم
نحن البحارة المُحالون للهرب، قراصنة اليابسة، لصوص الوقت من بنوك العدم
نجارون لا يؤذون الغابات فجراً
بل ينتظرون موتاهم، مواسم من التوابيت تستيقظ فينا، حين يوقظنا الشعر لوردية الاضرحة
حمالون نحن
معبئين بعرق الموتى،واحلام تعفنت في الظهيرة
حمالون نرفع الأرض قليلاً نرجها
لنفرغ مُرحاضها الآدمي
لمزيد من الموتِ آتي
هكذا كالغجر القُدامى
كاليهود الحقيرين قليلاً
وكشعوب الحرية
شيدنا من الرمل مُدن عظيمة
وخبئنا الحدود
عن أعين الفاتحين.
في الليل، نجلس على الشُرفات، نأكل الأنتظار
وتأكلنا المخاوف
ازواج اوفياء للقلق
نساءنا يُجدن النسيان، لهذا لم تضبطنا خيانة قط
نساءنا يُجدن طحو المساء، لهذا لم تشوينا الظهيرة ابداً
نساءنا
مكانيكيات
يجدن تفكيك اعضاءنا، ترميمها، تشهيمها، واصلاحها
لهذا
لم نمت من قبل
سمعنا عن الموت اول مرة.
هي ولجنا الى الاسواق
هي تلصصنا لحديث المراكب المذعورة
عن جُثة طفت
في ثمرة زيتون
صرخنا
صرخ في داخلنا فجر لم يُفطم من حلمة الليل
صرخت اودية مسكونة بالرقص والخمر السعيد
صرخ جدنا البحر
وامه الداعرة
تلك الموسمية، كالحزن، وكالولادة
صرخ المنفى
من فرط خوفنا من المدعى موت
متنا
للحظات
في طريق العدم، ضللنا الطريق
الى ناصية الحياة
حيث البنك الوطني وخراطيمه مشدودة في بطون الجوعى
تأكل كل ما يملكون.
حتى الجوع المُحمص بالصلوات
سرنا
شعراء وسكارى ومعتوهين
كحجاج آتون من اتجاه الله
متعبين قليلاً
لأننا جربنا أن نموت
ولان صحراءنا الطيبة انكسرت قشرتها
ولأننا ومنذ الازل القديم
لم نرى قط بقالة
تبيع الأعمار
بمقاسات مختلفة
#عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى