أفياء الاسدي - اللعنةُ، يا قلب!...

أشرب القهوة حُلوةً،
لكنني أشرب الحياة مرّةً.
هكذا ،
دفعةً واحدة،
أعطيها حقها في المعنى،
وتعطينا درساً في المرارة يا قلبي!
كل الطرق لا تؤدي إلى روما؛
كانت اشاعةً في فمِ شامتٍ،
كانت رائحةَ خبز في أنوف الجوعى،
وكانت درسا لعيناً قاسياً،
تأخذ فيه العمرَ؛
لتعلّمك "مجاناً"!
إنّها تسحقُ أقدامكَ ،
وتضعُ أمامك ما ترغبُ فيه بشدّة.
تنتزعُ رئةً منكَ،
وتمنحكَ نصفَ شهيق ونصف زفير.
إنها تهشّمُ نظّارتكَ،
وتفتحُ عينيكَ بوجه الشمس،
تخبركَ أن تنظرَ وتنظرَ ..
حتى تعمى!
إنّها تعلّمك مجانا ،
ذلك الدرس اللعين القاسي،
درسا لم تخترهُ ،
درساً لا تحميك منه القباب،
درساً يزرع الموسيقى الجنائزية في دمك،
وحين تقلّبُ الذكريات؛
يعزفُ دمُكَ،
تشتعل في عينيك الألعاب النارية،
حتى تصرخ كبرياؤك يا قلبي!
خُلقتَ معي،
وكلّي أسفٌ عليك!
لذلك ألعن الحياة،
لأجلكَ،
لأجل ذاتك المقدّسة الطيبة،
لأجل الورود التي قطفها آكلو ورد القلوب،
لما تقطّع من نياطك لأجل غيرنا،
لأجل ما تحمّلتَ من مكائدَ باسم اللطفِ،
بأقصى الويل يا قلبي،
ألعنُ الحياة لأجلك،
فعِشْها.
ألعنُ تفاحة آدمَ لأجلك؛
فكُلها.
ألعنُ السفينة التي حملتِ الأشرار أيضا؛
فلا تركبها معهم.
ألعنُ اليوم الذي علّمتُك فيه النبلَ،
والترفّقَ ،
والقيم العظيمة؛
فلا تنسَها!
أعلم أنني اخترتُ لك طريقا صعبا،
لم أترككَ كجذعٍ ميت في التيار،
أو ككيس عالقٍ على عمود في الشارع!
اللعنة يا قلبي،
لِمَ لم تكن أنتَ السيء في الحكاية؟!
كنّا اختصرنا معاً الكثير من الألم،
وكنّا -في الأقل- لننامَ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى