صلاح عيد - تَعَدَدَتْ الأَسْبَابْ...

يا رابضاً خَلْفَ الحِصَارِ تَحِيةً

و العذر إن كان الشقيقُ خَنُوعا

من دونِ قَصْدٍ قد تَقَهْقَرَ عائداً

ما كان نذلاً بالوَغَى و جزوعا

لكنها العثراتُ في خطواته

جَعَلَتْ هروبَهُ جائزاً.. مشْرُوعَا

ناديّْتَ.. لكنْ لا مُجِيبَ كأنهُ

ما عادَ صوْتُكَ عِندهُ مسموعا

عيناه ما بَصُرَتْ دمارَكَ ما رأتْ

دمَكَ المُسَالَ و قلْبَكَ الموجوعا

شَغَلتهُ عنْكَ الحادثاتُ وقد بَدَا

من فرطِ فاقتِهِ سَيَهْلكُ جوعا

أو أنهُ خالي الوفاضِ و درعهُ

رَهْن اليهود و زِنْدهُ مقطوعا

أو قد يكون مكمماً و مكبلاً

و يئنُ في قاع الردى مقموعا

أو قد يكون على النقيضِ مُنَعَمَاً

و لفرطِ تُخْمَتِه يَمِيعُ ميوعا

أو أنهُ للهوِ أطلقَ ساقهُ

ليعيش بالغيدِ الحسانِ ولوعا

أو ربما قد أشْغَلتهُ بروجهُ

فَغَدا يُشيِّدُ للغرورِ قُلوعا

إن كان ذا أو ذاكَ كُنْ مُتفَهِمَاً

يكفيك أن سكبَ الأسيفُ دموعا

يكفيك أن وقفَ الحدادَ دقيقةً

وعلى شهيدك قد أضاء شموعا

والْجأْ لربك ذو اللطائفِ و اصطبرْ

كُنْ بالذي نَصَرَ الضعيفَ قَنُوعا

واصمدْ وكن وسط الشدائدِ باسلاً

و تحرَّ للفجرِ الجديدِ طلوعا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى