كتاب كامل صلاح عبدالعزيز - نصوص ديوان مرح لأجساد منتهية... (ظل المجوس)

نصوص ديوان
مرح لأجساد منتهية
(ظل المجوس)
صلاح عبدالعزيز



بالكاد يستطيع الموتى الكلام
بإيماءة الجسد
وتحلل التراب
تركنا أعضاءنا
عند اللاإنسان
الحاوية أكثر راحة لجثثنا التى بلا أجهزة داخلية
سنقوم يوما ما
وبحصى الأرض
بندقيتنا
وسننتصر
بالتأكيد سينتصر الموتى
يوما ما ..
ص.ع
..
..
*
1
*
..
..
لا تخافى من رؤية الموتى ،،
كم حدثتهم عن ولائمنا فى العلب المعدنية ..
حتى أن نابش القبور يفرح بكنزه الأجساد كهدية ،،
يا لخيالك عندما تقترب من حقيقة أن الدنيا
بما فيها لا تحس إلا بمن يتجول داخلك ..
رؤية الموتى ،، سرور ومحبة ..
من ينادى يمكن أن أستجيب له بشرط
أن يرضى حاصد الروح دون أن يلوّح بعلامات أهملتَها عمدا
على غير هدى ،،
كنت أجهل ففاتتنى علامة .
..
كان علىّ أن أتجاهل صورة الموت
بنسل يذهب به الله إلى حيث لا ندرى ،،،
الرضا بما يكون يصبح متعة الحمقى
كما أنك لا تعلم كيف تطفو على ماء الحياة هكذا كقشة
تتخبط بين ضفتين كلتاهما تقضم منك قطعة
إلى أن تصل جافا ومنهكا ،،،
أكثر حكمة وإشراقا ..
تعرف أن لا جدوى لأىّ حياة
طالما الأمل مازال يكذب ويراوغ ويستدير
فى اللحظة التى تمسك بها شيئا ما .
..
ما هذا ..
لن تفلت من السؤال ،،،
قضم أظافرك يجعلك متساويا فى الغباء مع دابة
مسرفا فى الليونة مع أغراض نتركها
الموت يأخذنا ما دمنا قانعين أن حياتين يمكن أن تنسجما ..
أيقظينى
أنا على مشارف المذابح الرهيبة ..
لوحش مقبرةٍ بأسنانه الحديدية
لدوار مرعبٍ ببصر غائب بالليل والنهار .
..
وتلك الريح ما كانت فى الجهة المقابلة ،،
تعلم واقعا مأساويا يخلق جهاتاً
تغلب على تفكيرنا فننسى
ما يمكن أن يكون ملاذا للنخلات والزيتون والطير ،،
كنّ على فوهته وكنا ننظرهن بأثداء فُقدت ..
بطواعية وأقمن فى البرزخ
صمتن حتى أن أعينهن حجبها الغبار
لداخل كل منا من الرعب ما يكفى .
..
من يتحمل
أُكن له محبةً خاصَةً وأسافر معه فى أقصى تقدير
لتلك الأرض البعيدة عن أى مخيال للدفء ..
عالقا على وتر الوقت ومزاحما لمنصة اشتهاء
تفتح قرب اقتراب الشمس
وقتها لم أتجاوز الثلاثين ..
فى حارة مغلقة بها دكان وحيد على بابه مصباح ضعيف ..
هى لم تتجاوز العامين وتائهة فى عتمة خفيفة ..
كنت أباً مؤجلا حين سألتُ صاحب الدكان هل تعرفها ..
أنكرنى
وأنكرها بعد تدقيق
ناولتها بضعة سكاكر
لدمعها الذى يجب أن يكون لباب عينها منسكبا .
..
الحالم حين يخطفه الحلم يجثم عليه سقف البيت ..
ما كان حلما أن تظل موزعا فى واقع غرائبى تكبر وتصغر حشرات الفراش ،،
تظن أن يداً على صدرك تزحف بنعومةِ أنثى راضية ..
الأسرع فى التقلب من شخص لآخر يفسد ذلك الود ،،
ليست سمة الحلم سوى الهدوء واختصار الأماكن وطيِّها ..
ليست سمة الحلم سوى تغير الوجوه الأحب فالأحب ،،
فى حين أن ما يتحول لكابوس
لا يرقى لمستوى الجماد وهو كائن فى أعماق نفسك ..
تلك الطفلة واقع تحول إلى خيال بمجرد أن وجدتَ أهلها
فى العتمة .. الفرح هكذا يجب أن يكون .
..
ما الغياب ،،
غير أن نلتقى بلا لقيا ..
تعبر من خلالنا الأرواح عاجزة أن تفهم ،،
لماذا .. ،،
نشرب ماء بحر لا يكفى أرواحنا المنهكة .
..
علىَّ فى مسير الريح أن أحمل هدوئى الخاص
ما حملته سحابة ومضت
فى ذات الشهر الذى اندلعت فيه الحرب
..
..
*
2
*
..
..
..... وهب أن كائنا يغرس أنيابه فى الحلم
ما فعله يجعلنا نصرخ
ليس من الألم فقط بل من الإذلال
الذى ما أن يظهر على السطح
حتى تكون الخديعة اكتملت
لعشبة تحفر خندقا يكفيك
تختفى الشقوق فى عينيك ولا تغمض
تظل مفتوحة الأطراف تلك النبتة للسماء البعيدة
عند مجرتين متصارعتين فى القلب
بينهما معتوه يظن أن الحروب انتهت كما بدأت
من لا شئ إلى لا شئ كما الغبار
يهدأ برحيل الجميع من طريق ترابى ..
..
..... كما هى التكايا ننشد ما تبقى
نسمع ضجيج الملائكة وتغيب الروح
ولا يبقى حتى الجسد
تهدأ الطرقات عند حضورها
وبيديك تجثم على الأرض النجومُ
تسمع خطوات القادمين كذئب
هناك قافلة بعيدة عن المضارب
هناك فرسان تركوا أمتعتهم
جلسوا حول موقد ورائحة شواء برائحة بخور
تجلب أحبة
أتذكر جرسا على عكاز نحاسى لامع
مسبحة من العقيق صوتا هائما بحلقة الذكر ..
..
.....وهب أننا تلك النجوم
وذلك التبن مرصوف فى طريقنا
نتكئ على مرفقين من دعاء الملائك
والسلام السماوى
كأس رمل بكأس حمرة العقيق
بكأس زرقة الياقوت
بكأس من فورة الحب
وعلىّ أن أكنس بعصا الراعى
بقايا القطيع النائم عبر الفضاء
أشغل نفسى بتدفق السلالات
ما لم يكوّنه الصحو
عبر النوم
يكثر ..
.....
..
..
*
3
*
..
..
..... لا تغادرك اللغة ولا تسعفك
ولك مسارات الطيور العليّة فى نبوءة الصمت
يظل الصوت مرتفعا وها أنت كصدى مختَلٍّ
يتردد الحزن فيه
حزن نبى أهلكه قومه
وضعوه فى بئر جائعا مهانا .
..... الأسوأ من تلك الكوابيس
والأعنف من قصف المدن المكدسة
تلك الصرخات
تأتى منصهرة بالقمع والجوع
وبذلك الهدوء الصاخب تجلس بلحم مفروم
ووجه متهدِّل
طبعت عليه أحذية الماشين أوجاعهم
وهى غالبا صراخ يائس لذلك النبى .
..
..... أين العدالة من سماء أمطرتنا باللهب
يا للسماء عالقا ببابها الموصد
فى الظلمة والمغيب
فى دوران الشرق إلى الغرب
والشمال للجنوب
وأيّما اتجاه لا وصول ولا رجوع
نزعنا عن وجوهِنا وجوهَنا
جرينا ولم نزل .
..
..... ولِمَا الحمقى يعبرون من خلالنا
لننظر فريقا من مدعى النبوة والكهانة والشعر
الأذى يجعلنا متساوين فى الكذب
نمشى خلف الحكايات نمضى بخربشات طفولتنا
من صنبور ماء نجمع إنسانيتنا
نقطة نقطة
وبراءتنا كوجه لطيف
يحمل أيامنا الباقية من سلة مهملات
ما حدث للصعاليك
يحدث الآن لك .
.....
..
..
*
4
*
..
..
إهتزاز مرآة فى جدار دولاب قديم مرح
يضغط الحنين بأوردتك ..
حجرتك المفتوحة النوافذ ..
قططك على الإفريز ،،
خلف تسريحتك قط محنط .. هكذا الرقص ،،
من لا يترقب رقصا طبيعيا ،، متوافقا مع من أثقلته التجارب
..
يمكن لأى مِنَّا أن يحيى ذكراه بزيارة الأحياء
يطلب ما شاء ،،
ماء ،، بسكويتا ،، أوراقا لمسح العرق ،،
العرق فى الحلم عمل ؛ صائب أو غير صائب ..
هكذا الرقص لأجساد منتهية تتلبس المرايا ،
لا تدفع نفسك نحو ميت طازج
تريد أن تعرف :
دعه فى خيبته أو صوابه ،، لا تشغل بالك ،،
إذا حدث فلتعلم أنك مسؤول عن تصويب أخطائه ..
السارق لن يستطيع أن يرد سرقته ؛
والقاتل لن يستطيع أن يحيى الموتى
..
هكذا
تخرج مربوطا بصحبة
ليس لك ورق ينفع فى الأسواق غير خيبة الحلم ،،
قد يتذكرك الفاسدون النائمون فى الخارج ..
من لا يستطيعون تقبل هويتك .
ليس لك غير أن تسير بينهم ؛ خائفا ؛ مرعوبا ..
كثيرا ما تصاب بذلك الضعف كأى
أب ،، أم ،، جار يلم مع أطفاله أطفال الغير ،
لا طعام لأشلاء تبحث عن نفق يعرفه القاصى والدانى ،،
كتبنا على كل عضو أسماءنا
كمن يخشى انفلات قطيع من مرعى ..
فى رقعة الاشتباك تسقط ،،
ما تقوله الكلمات هى هى ما تقوله للشعراء ،،
فلا تشغل بالك إنما هى كلمات ،،
البقر عادة لا يلتفت * ولا تلك الدواجن ..
برغم تلك ليست مشكلة أن يسكنها اللحم وتلتئم العظام ،،
وكما تعبر قلبى بزفرات كلها حريق :
ما قطفت وردة من بستان * بل تأملتها نظرت عالما من البهجة والراحة صافيا صافيا
بحيرة من تدرج اللون فى السماء وهى قريبة ليست كتلك التى نراها لكنما هو حلم بداخل حلم
ما لا تعنيه وردة فى صقيع ،،
إذا حضرتْ يجرحنى شوكها من قريب / بعيد ..
العودة لبيتك يلزمه من يُذكرك أن هناك بيتا ،،
من يُذكرنى و أنا تركت ذاكرتى نظيفا نظيفا ..
غير اتساخ صغير بكم جاكيت ..
ما تقوله لا تعبأ به .. الهراء يكفى اتساخا يا ضعيف الذاكرة :
لأن أترك جثتى على رصيف خير لى
من أن أجدنى فى مكان غير لائق ..
أقارن بين القطط والكلاب
كثير من تلك الهوام تعرف أن لحما طازجا موفورا فلا مجاعة ولا عطش ..
ما أحن إليه ضحكاتك .. ما اسمك ؟! .. لا أدرى !! أنا أبحث ؟؟ اختر لى ،، أى اسم مؤقت كلقيط .. قل لى شيئا آخر .. وجهك مجهول وصوتك عالق .......
تؤمِنُ أن أقل زاد يأتى من الهواء ..
برغم أن ليس لك غير وجه واحد الغضب ؛
الغضب وهو يرقص فى المرايا بمرح ..
..
هوامش :
*
إشارة إلى بيت البحترى :
عَلَيَّ نَحتُ القَوافي مِن مَقاطِعِها
وَما عَلَيَّ لَهُم أَن تَفهَمَ البَقَرُ
*
إشارة إلى نص :
صرخات اليائس الفزع
ديوانى
صوت فى مجرة تائهة
..
..
*
5
*
..
..
.......... وبلا رغبة تجد جميع المنافذ مسدودة
جميع البيوت لا معالم
والطرق لا تعى ..
كان هنا شجر وكانت هنا علامة
وكان هنا ولد
تلك الملابس أعرفها
وأعرف أن هيكله العظمى فارع
كأبيه
لا وقت لإقامة مراسم
لا خلاء يسعه ..
بكيت كثيرا على نفسى
على من تركتهم هكذا لهوام الأرض
مسحت جبينى بالتراب
انتظرت
ولو بين رصيفين
من يدفننا عسى يوما ما يجدوننا فى نفس المكان
..
.......... أظن هذا الجندى
لم يكن جنديا قط
كان عقده مفتوحا للقتل
كان عقده للتمثيل ..
أعرف ذلك الطفل كان أبوه صاحبى
هو يجلس الآن هيكلا عظيما أيضا
على بعد ثلاثين خطوة
أظن أن الجندى خبأ أرجلنا
لكننا يوما سنسير
إذا أمطرت
ستنبت أعضاؤنا من جديد
..
..
*
6
..
..
لعصا التِّسْيَارِ كى تضل فى ما وراء جدار العزلة تخلق شمسك وتستظل بظلك وليس غيرك متكأ ؛ حتى السحابات تمتصها بظهيرة جافة خارجا من تحت السقيفة إلى الأرض الواسعة
ألقوك
والظن بأنك مخالف للعرف يعنى أن لك ما لا يراه الآخرون ....... ولا شك أن صناعة الحياة ليست كصناعة الموت ،، أَلَسْتَ ذلك الكائن الذى صنع حلما يقتل أحلام الآخرين ........ ولا شك أن أقوى عاصفة تتحضر ..
أقوى بركان يثور كالذى يحدث حينما تنظر لعين حبيبتك
فلا تجد غيرك
و
أنت بمثل ذلك الانخطاف تنتظر قيامة الموتى ،، ولا تنظر إنسا - من نهر إلى بحر - ولا حتى لفتة فى شارع مكتظ كمن يغمض عينيه عن رؤى الناس فلا تنتقل لك
....... بمثل تلك الطريقة عليك أن تجلس تحت شجرة تشبه نتوءات جسدها وتلمح السيدات والفتيات من بعيد قبل اقترابهن لإفريز ؛ من المفترض أن يكون حاجزا بينك وبين ذكرياتهم ..
مثل ذلك التحدى الذى تكتمل به العداوات
َ .. .. الشفق .. ينبئ عن مجهول
بمثل ذلك الجفاف فى طبيعة حائرة
تعلمتَ كيف تفسد حياة غيرك ..
وأعرفك
لم تخرج
ولم تمش
ولم تفرح
ولم تمت
أعواما كثيرة ..
.. وإلى مطحن فى طرق وعرة لم تجد المطحن ولم تجد الطحين .. وما نبتت بعد أعشاب الأرض ،، الجذور القديمة وإن فقدت بهجتها ، كالنوم فى مثل تلك الظروف .. وهب أن المدن المهدمة تنبلج من أصابعك
وتوقف ذكرياتك بحلم ..
يمر برصيف من الوهم ..
ما كان إنسانيا
يكون بالليل حيوانا يدمر ما بناه بالنهار ،،
لم يكن حسنا ذلك القتل والدمار
كصنع يدك ..
ولم يهدأ دمى
ولم أمت
ولم أنزح
ولم تشربنى الأرض غصبا
بعضى يدمر بعضى ،،
ويا أنا من سيزرع القمح
ومن سيحصد
ومن يطبخ العجين
ذلك الذى جاء
رثا وهشا ومرتجفا
استولى على البيت والحقل والدواب
ضع يدك على يدى ولنخرج للريح ..
ومع ذلك أيها الآخر
إذا مت
فأنت تموت
..
..
*
7
*
..
..
وأنت تتجه إلى لاشئ فى خلاص
تجد عينا ساهرة
أنت تشعر بذلك
بتلك اليد فى صحوك وحلمك
كمقدمة لخشب يطفو
..
الشغف بأن هناك من يراقبك حيث لا تترك عزلتك وحدها
السراب أحيانا يكون النجاة
وهو يطاردك
يألفك ويعرف مأساتك
فيمن عرف جنوح السيف على مائدة مستديرة
وبتلك التوقعات ينطوى لك
بصفحة رمل
حتى حدود الرضا باليأس
..
وعلى غير هدى
الشعر يأتى وقتما يأتى
بتلك الشمس الهاربة وبذاك الهجير
أنت الهارب وكلهم منك هاربون
..
دخل شئ فى عينك فأصبح أمامك غمامة
ينكمش قلبك
أصبح لا يسع مقدار الرؤى
وفقط يبكى خلف شجرة
وهكذا تستعيد دورانا لا تألفه الأرض
وهناك كسلان يمضغ ورقة خضراء
فى غابة
بتلك الروح الباهتة
تقبض أصابعك
تطوح قبضتك
كعلامة فارقة فى هواء لا تسعه الغرفة
..
..
*
8
*
..
..
كنا نثق أن لا أحد يموت من الجوع
لكنما هناك
الجثث عائمة على بحر الجوع
ويقر فى نفسك ما لم يصنعك الوهم أنك ذلك الخيال
ولا حقيقة أنك تأكل من خشاش الأرض
وما يتركه المسرفون فى المتعة
والمسافرون بلا متاع
تشرب كمهرج يُضحك الطيور
الماء المالح بديلا عن الدم ذلك ما أراده مهرج سابق
يريدك على شاكلته
ولا ينى يفعل ذلك بغيظ
طالما هو مكشوف ومغرور
نسى أنك ملازم لتلك الحقائق القابعة فى دواخلك
أنت نفسك لا تستطيع انتزاعها
غير أن هوية المهرجين تنحو للسفالة والجهل
بكل قيمة تولد على السجية
..
..
*
9
*
..
..
منحنيات زلقة ،، وما يدلِفُ فى الليل لهاوية الجبل ..
تسير حذرا فى الدغل المتشابك ..،،
ظل القصر فى الأعلى يتيح الرحلةَ غير أن عربة النقل الوحيدة معطلة ،، العودة منها متلاشية ،، ولا خارطة للرجوع وهى الدليل مرغما ما بين حنو يتبعك ومنحنى ،،
،، لن تخطتفك النسور غير أن الظلمة فى الأغوار السحيقة تناديكَ ..
الطعام على فترات قصيرة والراحة لشرب الماء ،
لا شئ غير زاد الخائف وشراب عصفور يتلفَّتُ ..
فى توالى الظل ..،، كل قمر وشمس فى الجبل الموحش تفرغ ليلاتى ،
تطول ولا تقل .،
عناكب الشجر الوارف وثعابين الكهوف وغزلان السهل ..
العين المجهدة لا تسعفها الغفوة
هو بعصابته السوداء ينظر فى النجوم .. يحدد ما يفعله إذا وردنا القصر ودخلنا من بابه الموصد .. الرائحة روائح زرنيخ متعفن ..
فى موسم الصيد تخبطتُ لغيابِ وجودٍ عن وردة
وشتان بين من يربح ومن هو مغلوب ..
الغالب فى المحبة أن لا مجانية ، وفى الطمع
هو يريد وأنا أريد وما يفعله النصيب شيئا آخر ....
أقسم بالنار ولولا الحكاية ما كنت تظن أن فراشات القصر أنقذتك ..
..
صور القبح لا تخفى حتى لو حاولنا النسيان
الذى يجعلك موغلا فى العزلة
الخبيث والديوث والقواد وطبيب التجميل
..
لم يكن ليهم أن تحب ذات العينين المتخالفتين
عندما صارحتك كان الوقت فات
الحب فى معظمه بلا متى وبلا كيف
يأتى على غرة
كان شكلا مقبولا
ما أرتك صورتها إلا بعد تأكدها من وقوعك بالفخ
الصراحة عجزتَ عن التململ العطف عليها يقتل الهروب
مهما أخْفت الجراحاتُ الشكل الحقيقى
فى وقت ما يعود
يتلون القبح بألوان بهجة وبهرجة زائدة
يختفى عندما تحب .. نهمله ولا نراه عن عمد
وبلا عمد
ما يبهج شعورك بكنز مدفون
الثقة الزائدة
وهْم أرضعتك به كل ليلة
تلك رداءة النفس تعود إلى حقيقتها وقت أن تشبع مراهنة
وهى كسبت الرهان وتخلت عنك
كأنك أنت المخالف العينين
انعكست الأشياء وكلما غزت النظرة القديمة عينيها
يشب حريق هائل لا تطفئه التوسلات
..
لا مجاز
أن تكون شمسا ينكرها الآخرون
أحتاج إلى كيانات ممتلئة
لا أبحث عن الخيالات عادة
أحبك
غير أن الحياة لا تحب أحدا
لم يكن شرفا وجودك فى حياتى
بوجودك
ظل المجوس ظل الغابة ظل الجبل ظل الكآبة ظل من لا ظل له ظل الزمن ..
أخطر ما ينزلق إليه البشر
وأنا فقدت ظلى رويدا رويدا
لم أكن هكذا .،،
ما كنت يوما مهانا جائعا بلا غد .،،
ليالى الكرب لا تمر بسهولة تظل عالقة بليلك الطويل .،،
ليلى الطويل لم يكن طويلا كان حناء وفرحة وعرس .،، -
وما الفارق ،؟؟!!
فى عماء البصيرة يكون الأسر مرهقا .. ،!!
ما الذى تحتفظ به ،،
وجها مصقولا بالحديد والنيران ،
أعشاب بحر كافية لموسم قتل الفراشات ،
أياًّ كان ،،
خلعتَ قمصان الأمس
ولكن ،،
لا يغنى ،،
عن عتمة الداخل فى سيْرِكَ المجهد ،،..
على الإطلاق لا شئ يحمل من آثار البارحة ما يؤرق ..
ما تعبره من مياه ،، مخاضات تتوالى وترشح ،، المياه الآسنة صفة الكوكب ،،.. يتيح إجهاض ما بعد الولادات الموت ،،..
مجانا
أصعب ما فينا لمنع ذلك الدوام ..
- أرضا تياهة بالزرنيخ ،
- الساكن فيها ،، وهو ماء ،، لا يصلح ،،
من المستحيلات ليس هناك دواما
هناك حد لكل شئ وقريبا أتجمع بشتات ..
لشمس جديدة
بشغف تشرق
- لا وسيلة لمنع العتمة على حوائط تلمع ،،..
- لا وسيلة ،،
وحين تنفد التفاصيل تجد شمسا راحلة آتية
على معكوس ظنك يحدث
..
..
*
10
*
..
..
المعلقون بين حياتين تنقصهم البهجة
لا ترغب أرواحهم فى العلو ولا فى التدنى ..
لا هم فى المتن ولا هم فى الهامش ..
الرغبة الوحيدة فى دفع أرواحهم للعذاب
أن الألم مهما كان يكون رحيما ..
تلك صفة لم تكن لها ..
كانت عودا يابسا زرعه أحدهم بجانب حقل من الشوك المر ..
لم تخضر ولم تثمر وعندما اقتلعتها
صرخت أنا من الألم
ومازلت ..
خشبة تحت أظافرك وأشواك فى جلدك وعود حطب فى عينك .. ومازلت أراوغ بين الحياتين
دون شعور باليأس حتى أصبحت أنا اليأس نفسه ..
لا إصلاح فى أشياء معدومة الاستعمال تدخل النيران فلا تذيبها النيران
عندما تحس بذلك عليك إنهاء حياتك بخيال لك وحدك
بعيدا عن علاقاتك السابقة ..
لمس أشياء جديدة ربما تخرج من حياتيك
ولكن إلى أين ..
بذلك الجفاف فى تلك الكلمات كنت على موعد
وهى تؤرقنى كيف تبدأ حياة جديدة دون ذاكرة
تمتص قواك
تخطو للأمام فإذا أنت ترجع عشر خطوات
ولا تعلم ..
تتقدم للخلف ولا تعى
أياً من حياتيك كان صالحا
كنت على موعد مع حيوات أخرى
ونصوص ظاهرها مكتمل وهى غير مكتملة ..
ذلك ما يشعر به الشعراء فى مراجعة نصوصهم
وقراءتها من أسفل لأعلى أو من اليسار لليمين ..
ما بين اختصار وشطب وتغيير يصبح النص غير مدين لك
ولا يتبعك ولا أنت تابع ..
يا إخوتى من لم يستطع أن يكون نبيا فلا يكتب ..
عليك أن تتحمل تلك الكوارث وكن منتصرا فى انهيارك ..
ما يدهش عدوا أحمق نال شرف محاربتك ..
وهو
س
ع
ي
د
..
بذلك الاعتقاد تصبح حياتك كلها ملكك ..
..
..
*
11
*
..
..
ليس لأننى مغدور أقول هذا الكلام
أكثر الوجوه المجدورة صدقنى
وجه رجل بحركات النسوة أثناء المشى وجدتنى أحن عليه
كيف كنت أُسكت الآخرين عن الضحك ربما حالته العقلية غير متزنة
لكنه كان مراوغا منذ أن نزل من بطن أمه
الآخرون كانوا يعرفون
وأخرى صمتها اللعين أيقظنى من سابع حلم
إلى سابع الأرض
حاكت مؤامرة ففضلت السجن والاغتراب
كانت مجدورة أيضأ
وأنا غير مبصر البته
..
من قبيل الندرة الحب الصادق ..،،
فقط تحسه حينما تتوجع ..،،
وأنت توجعت دونما أى حب ،،..
حدث ذلك ذات شتاء قارس وبقيت وحدك تتألم ..،،
بقيت فى البرودة كشجرة تموت
..،، تكاثر العفن بفعل الرطوبة الزائدة
..،، عفن دواؤه الوحيد الشمس
تأخرتَ كثيرا
التجارب المحدودة لا تتح لك كيف تخرج من المدينة
كراوٍ فاشل لم تستطع أن تعرضها على آخرين ..،،
وتظل فى ذلك الفشل إلى أن يطل عليك ..
..
رقص النسوة مقزز
يتمايلن بخلفياتهن عليك
كنتَ مجرد رُخصة
هى وشقيقاتها أصررن أن يرقصن
فيما بعد وحدك رقصت رقصة المذبوح
..
قرنان يجب التوضيح بين الأقواس (معرصان)
الأول قال والثانى رد
وأنا بينهما لم أقل ولم أرد
فانتسب الحديث لى
..
وهكذا الوجوه
جحدت طيبتك
أنت طيب ....،،،، أجل
وكريم ....،،،، أجل
ومعتوه أيضا
كيف تثق أينما كنت وأنت تتأمل ظل الأشياء
الظلال مراوغة لا تنبئ عن جيد يستحق الصحبة
إعوجاج الغصن الناشف لا ينعدل
حسبتها قارورة فلم تكن غير برميل نفط
ينتظر الإشعال
..
..
*
12
*
..
..
لم أرتكب مجازر الحروب الصليبية
ولا مجزرة ماى لاى
ولا قصفت مدرسة فى غزة
إنما ركبت دراجة فى شارع مختل ..
،،.. الحياة رديئة كانت ..
تستعيدها من الأحزان جديدة نابتة من قلب يعيش مرغما ..
فى الدوران عادة ما يتاح لتائه أن يبدأ من نهاية شارع
فى مدينة محمومة ..
خطأ المرور فى طرقاتها قاتل ..
عليك فى النهاية استبدال خطتك حسب ذلك الدوران ..
انتبه ليفط الشوارع أيها الغريب ..
وللآن تتقافز القنافذ من كومة قش
عبر رأسك وهى بحجم مدينة جرفها فيضان
كما أنك تملك دراجة ولا تستطيع إصلاحها
..
أنت تخسر ..
الدراجات سبب من أسباب تورطك فى مؤامرة
كما الوقوع فى حبائل الشيطان ..
الدراجة مثل المرأة
المرأة مثل الدراجة ..
المهم
أنك فى كل أحوالك تستعيد دورة حياتك
بكل ما عانيته سابقا
السرة البيضاء والنهدان وسرير من الماهوجنى الجيد ..
ملاءات بألوان مختلفة
مخدات عليها الشجر المورق وفاكهة الصيف وأشواك القنافذ ..
كم من الوقت يستقر اللون والفرح
كم عبرت دراجات على رأسك ..
غير أن وجهك يا (ر.ع.ح)
وضع فى يدى شمسا
وأيقظ الطرق لقدمى
فوجدت أننى يمكن تعلم السير
ووجدت أن الموتى على غير ما نألف ..
ودودين ومبتسمين
ولا يركبون دراجات
أحياء معنا
لا نشيخ بالمحبة ..
..
ما بين ميلادك وموتك هو ما يسمى بالحياة
حاولتَ ولك شرف المحاولة
حلقت ولك شرف المحاولة
خضعت ولك شرف المحاولة
مت ولك شرف المحاولة
..
..
*
13
*
..
..
سكنت شارعا فى خيالى وأقمت مدينة
وكما كتب برانديلو تركت سكانها يبحثون عنى
الشئ الآخر منى لم يكن هناك
قلت مرة أن عيناك كانتا لى
وعندما نظرتِ لجهة أخرى اختفت أصابعى فى الكتابة
وبدأت فوضى :
من بنى تلك المدينة
ما ليس له إجابة ليس سؤالا
بل
انفجارا ترك خلفه الأشخاص والحقول والنهر
فى مجاهل قرية هندية قديمة
حيث وصل المستعمرون
واختفت
لمن يملكون أرصدة من الحمق تكفى أجيالا
التوصل لاتفاق بشأن هدنة غير متاح
من يتركون أوطانهم ولا يدركون هويتهم
غير أنى فى القرية الهندية تمسكت بالأشجار
أدركت أن النهايات لم تكن لى
وأن النهر والبحر بطاقتى
بالطبع لن أرحل بعيدا ولن أبحث عن جزيرة العماليق
غالبا دوامة البحر تأخذ الكاتب لمكان كهذا
الآن
أنا أجلس على البحر بقدم واحدة بينما الأخرى
فى النهر
ويدى تريد كتابة أشياء أخرى
على غرار صانعى المقاومة
وأبطال العماء
بيد واحدة وقدم واحدة يعبرون النهر إلى البحر
ثم
يعبرون البحر إلى النهر
وكلما تحركتُ نقص عضو من جسدى
..
..
*
14
*
..
..
لكنما خلف الوادى وأعلى قليلا من التل
ما يبرهن لمثلك على أى جرف
يكون الموت
على أى وجه ..
فى المقاعد والحدائق
وطرقات السير
وبين أودية قطعتها السيارات جيئة وذهابا ..
الأحسن لمن ارتقوا
ومن هو محشور فى طبقات الهدم
ومن هو مأسور فى يد عدو
..
ما يحدث حاليا تدوير تاريخ
لكل قطرة دم شربتها الأرض
ناتج ثورة فاشلة
أغنياؤها تركوا الفقراء فى المواجهة
ثم
عادوا زعماء بالوكالة
..
لست فى حاجة إلى كبارى جديدة
إسفلتها الأسود يملأ الأفق
والأحياء الشعبية
ما بين سب وقذف ومجارير
ورغبة فى التخلص من الفقر
..
الجروف المتهاوية لاشك موطن ضعف
لقشرة الأرض حين تتصدع
يمتلئ كأسك بالأسى ويفيض
..
توغلت فى الشمال فلم أر الشاطئ
هرولت للجنوب ففاتتنى الصحراء
أى مكان فى جغرافيتك تأكلها الخرائط
خرائط الهواة وميدانيا تحرقين كل ما هو مرسوم
أيتها الإنسانية لا إنسانية أن تصطف الجثث
كعلامات على خرائطك
وبين التوغل والهرولة
أجدك
تتطاير منى جزء جزء أعضائى
التى هى أعضاؤك
..
..
*
15
*
..
..
حتى لو استقام العالم ..
لو استيقظ
لن أرى إلا وجه الغضب
وسأظل غاضبا ..
لو تأسف ألف مرة وقبل قدمى ..
لن أجد غير النيران وطيورا نارية
ومنجنيقا يقذفنى
وأنا متوجه به للحياة
يقذفنى لغير الحياة
ليبق الشر كما هو ..
جديد وعنيف كما كل مرة ..
وكما يصلون للشيطان فى بلاد بعيدة
يظل غضبى كما السحابات
ومجارى الأنهار
ومحاصيل الحقول
والشقاء طيلة العمر
ولا شئ على حال كما الغضب
ومع ذلك
يكاد يكون متطابقا
لعصور الانحطاط
تكرار الزمن لنفس السحن ..
من يكذب ومن يجامل على حسابك
وأنا لست سائق تاكسى ولا بائع وهم
ولا تجرنى امرأة من أذنى ولا سر لدى ..
خارج إرادتى الضعف ولا يعنى لى من هو دون ..
لكل ذلك ينتمى الشجر المورق لخيالاتى
وهى من الفيض الغامر
كنت شمسا وقمرا وكوكبا
وكم آلمنى لحم الإنسان فى فم أخيه
فى انحسار الشرق واندحاره على يد مرتزقة
بسيارات دفع رباعى
فى نشرات الأخبار ومئات القنوات
فى عواصم وهمية
وقعت منذ عشرات السنين فى قدح من الميديا
لكل ذلك غضبى أشد
..
..
*
16
*
..
..
أنا نفسى الليلة لا أفكر فى مظاهرة غد
ولا أعنى لى أى كلام سوف أقوله وأسمعه منى ..
أنظر الفضاء من قبو
خلال زجاجه المعتم دون ألوان محددة ..
من عينى
أخرج رأسى من خلال نافذته بعقل قرد
يلوث مشهدا رسمه منذ قليل على حائط
شبح
له يد وقدم ويتحرك فى هواء
يدخل ساخنا ويخرج ساخنا ..
خلال إغماض عينين كل ظلامهما ضوء ..
العمى أن ترى من خلاله أشياء رتيبة مملة
" لمليون مرة قلت :
لا تعتصرينى كطفل رقيق
ما تبقى منى شئ
إذ أننى انسكبت من يديك لأرض عطشى
وضعتُ ......."
ضعت فى متاهات الأرض
أرضك الأولى
وبمجرد كشف الخدعة
أصبحت فى السابعة
لا حرث ولا نسل
..
كيف ينفق العالم وقته فى الدسائس
الشئ المتوقع أن تنجو من حادثة بروحك
ويذهب جسدك بعيدا
لأقصى وأقرب ولا فرق
وللآن
تظل الروح بلا جسد
..
..
*
17
*
..
..
لا تختبرنى سأسقط حتما
ولن أنجح سوى فى الفشل
ما كان ظل المجوس غير نار خافتة تخرج منها
باهتة الضوء وباردة وقاحلة المعنى من خشب فاسد
وزيت رطب وما يضعه المعاقون فى النيران
حتى الرجل الذى خلع وجهه أخذ وجهك
فلم أعرفنى
وبسبب نظرتى للسماء سقطت نيازك
ليكن ذلك السهم الخاطئ الذى رميتنى به
وكان غوايتى
أن تنطفى نارهم
لكنك تزداد اشتعالا وحرقة أبدية
لم تتهاوى الشرفات
ولا تجمد ماء الوجه
ولا غاضت بحيرتك
بعض القتل نعمة ،، وبغير أن ينزف حجر
يفيض بئر ويستقر غزال بين البان والعلم
تلك كتاباتنا من قديم
الصعاليك يرقصون ويكتبون الشعر
ولا يحدث حول النار والثريد إلا أغانى الحنين
وتلك الأمنيات الباهتة
الشر صاعد لحين وجود شر بديل
وربما ذبح ناقة لا يكفى ،،
ما كنت أسكبنى فى إناء واحد
كشاعر صعلوك يتجول بين قبيلة وقبيلة
ويعد حبيباته بالعودة ولا يعود
قبل هذا لم يكن لكَ ماض
حين وضعتْ رصاصة الرحمة
وتنسى
قبل سم من النهاية تعود تبدأ
وهكذا لا تنتهى الرحلة
الجبل نفسه
الوادى نفسه
الأشخاص هم
القمر يعيد تكرار شكله
ولضوئه البارد تنجذب
والنهار شكل الحقائق الباهتة
بِشرَكٍ ينسج طريقك
ولا مفر
..
..
*
18
*
..
..
كيف تكون آداة للشر
وكيف تتركهم يتفوقون فى إيهامك
بأنك عجلة الدوران القاسية
لكل ضباب وكل سراب وكل فجيعة
لكنك تدرك
الأضخم فى الحس ليس حس المصلوبين
بل حس من شاهد وأنت تنزف
قبل القتل وقبل تناثر أشلاء الزهر البرى
أنت لا تعرف
كيف يكون شعورك بالعجز عن فتح معبر
للمحاصرين
وتيجان الشوك على رأسك
قل لى كيف تتألم
أقل لك كيف تتحمل
..
أخطأت فى تضخيم الأمر
تستوعب الأشياء الباهتة التى بلا ظل
التى تعيش أكثر
كم مرة تخطئ فى استيعاب بشر
ما يودون استيعابهم
أخرجوا أحشاءهم لاستدرار عطفك وقد فعلت
لكنك دفعت ثمن الخطأ
بقيت وحدك لا تستوعب
كيف تتحول إلى دم بكأس
كيف يتفتت عظمك فى شرابهم
من منا لم يخطئ
..
على بيتها المهجور
وقفت يمامة
على بيتى المهدم وقفت بومة
وكمثل بومة عمياء وقفتُ
كما البطولات الزائفة
البطولات الزائفة لمن يحرثون البحر
ليست
كالبطولات فى حرث أرض عطشى
أعطنى بيتا آيلا للسقوط
وسأسنده بكتفى
حتى الخيمة لم تكن لتصلح
تتذكر بالطبع
لم تعد هذه حياة
لم تعد كذلك
كيف تشهد من يذبحك وهو يبتسم
أو يسرق كتابك الأثير
،، البومة العمياء ،،
..
*
19
*
..
..
عشت أجمل ذكرياتك ثم اخترعت النسيان
لتقنع نفسك أنك حى
من ترك تلك الخدع فى الهواء وهو يدخل صدرك
هكذا وأنا بعيد عنك لمئات الأميال
أظل أنسج لك الأوهام فتعلق بها دون أن تدرى
تركتك لحلم صغير
ومع صغره كاد أن يبتلع كوكبا
مربك أن ترى ما ليس فى الواقع
إذ تمد يدك تجد جدارا غير شفاف
تعود بحزن الصور القديمة
إهمالك تلك الفراغات يجعلك فقاعة
فى زمن تغير إلى ما لا يمكن
أن يكون شخصا آخر غيرى
بالنسبة لمحاولة استعادة شعورك
على لسان شخصية سينمائية
بعد عدة جرائم متتالية يرتكبها أشخاص موتورون
بأنك "وحدك تستطيع تحقيق العدالة" *
لكنها كافية أن تغلق مساحة الفضاء الضيقة
أو تحدث ثقبا صغيرا مستعيدا ما ضاع منك
لترى الخيام المحترقة بأنبيائها وصعاليكها
وفاقدى الذاكرة
ومن هم إلى الجنون أقرب
من نوع آخر كنت قاتلا مأجورا
فداء للآخرين يقتل نفسه
من الحياة لن تنسحب حتى لو انسحبت الحياة منك
أنت كوكب نجا من ثقب أسود
لم تقتل من أجل كلبة ولم تكن جون ويك
لم تكن عدالة على أى حال إنما لعنة الحرب
أن يصدمك فى الظلمة شبح يسبب الضحك
متعمدا أن يربكك لكى تجثو على قدميك
ليكن أمام الجميع :
تعال كى أمثل الرجل الشرير ،،
يبدأ المشهد عادة بموسيقى هادئة
رجل حالم بحضن حبيبته العارية ،،
جميل تلك العودة
لبعض التفاصيل التى يجب أن نتخلص منها
كصورة البومة فى رواية فوما جورداييف
ما الذى يقحمك هكذا بين الروايات
وهل تكتب شعرا لتقرأه حبيبتك
الأكثر تعاسة
من يزرع شجرة لتمتص وجعه
السائر على رأسه والنائم وقت فيضان
الأكثر تعاسة
أن تحاول إيقاظ النجوم
وأن تستنزف روحك بالكتابة
ما لا يقال لك :
خرجت من الروايات تتفقد جملة باقية
انتقالك من رواية إلى فيلم إلى مشهد حى
وادعاؤك بخيانة الذاكرة
هل تعى أن نصا فاسدا يمكن كتابته بقطع العلاقات هكذا
كمن يحمل كيس فاكهة
إلى شارع باسم ملك قبل ثورة الضباط مباشرة
كل العلاقات تبدأ بمشهد لكاتب سيناريو
يستطيع أن يجمع التضاد لعمل فيلم تجارى
فى الغالب لا ينجح
أنت وفاكهانية ورجل أسود فى كادر
لا أقصد عنصرية على كل حال
إنما كان لونه هكذا وصاحب محل عصير
ويعمل بالمحاماة أيضا
ماذا تفعل فى رواية مثل هذه
قبل إلغاء التصوير
أنت ابن رجل صالح ترك الحياة سريعا
عندما جرده من عمله القانون
وأنت على شفا ذلك السن
لن تجد ما تعمله
كعاطل عن كل الأعمال
..
* هامش
جملة على لسان شخصية فى فيلم جريمة فى قطار الشرق السريع
..
*
20
*
..
..
لكى تكتب نصا خائبا
عليك أن تمضى بمفرداتك إلى ما لا يمكن إدراكه / إدراجه
فى النصوص العابرة
الفرار بذلك الجزء المجهول
هو ما يتناوله الشعراء
والظن بأنك فى معزل وهم وخطأ
البعض يظن أن سهاما فى العين
ولكن هى طلقات رصاص
تبيد الجوعى قرب الرصيف البحرى
وأنا بنظرتى تلك يمكن أن أحرق العالم
..
يكفى أن تلمس قبة السماء
فترى رغيفا وماء
بعدما
تكسرت بنا رماح المواجهة
وعلى الشط
أود أن أنام معك ليلة أخرى فقط
وبعدها يفعل الزمن ما يفعله
هناك ما يفقده الآخر فيك
..
تظل فى حيرتك
كيف تسترد ما تركته فى الجانب الآخر منك
بعض الغموض مفيد
الأكثر إفادة الصفة التى تجعلنا منسجمين
على فرض أن نتخلص بشكل حضارى
من علاقة تستنزف قوانا
المشوه فينا هو أحب الأشخاص إلينا
..
لن تعلم بطبيعة الحال
فى ظل انسحابك من الحياة
..
نصوص ديوان
مرح لأجساد منتهية
(ظل المجوس)

صلاح عبد العزيز
الزقازيق
20/1/2024
9/7/2024





تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى