علي نوير - ذاتَ فجر...

قبلَ أنْ يخلقَ اللهُ الأنهارَ والحقولَ والغابات
وقبلَ أن يرفَّ جناحٌ لطائر
أو رِمشٌ لمعصيَة
خلقَ المرأةَ السمكةَ والرجلَ الحوت
قالَ لهما :
هذهِ سماءٌ وذلكَ بحر
اهبطا إليهِ بسلامٍ آمنَين
إضطربَ وجهُ البحر
وابتلَّ قلبُ الأرض
وراحا في سَورة لَهوٍ
حتّى غِيضَ الماء
وانكفآ عاريَنِ على الرمل
وبلا زعانفَ
انتفَضا بقدمَينِ حافيَتَين
قالا : نحنُ عطاشاكَ يا ربّ
فكانتِ الأنهار
- نحنُ جوعاكَ يا ربّ
فكانتِ الحقول
- نحنُ عراياكَ يا ربّ
وكانتِ الغابات
وعلى صخرةٍ في جبل
رَسما خطوطاً ودوائرَ
أفاعيَ , نموراً, وشياهاً
بعدَ أن غَطَّا في النومِ معاً
أُضيئَتْ شعابُ الجبل
هبطتْ منها أفاعٍ
نمورٌ
شِياهٌ
وقصائد
ذهبتِ الأفاعي الى الحقول
والنمورُ الى الغابات
والشياهُ الى الأنهار
وحدها القصائد
عادت ثانيةً الى السماء

علي نوير

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى