غاده رسلان الشعراني - لن أرتدي سواد منافي تشوهاتنا...

أستمزجكم...
فهل من رأي صائد للعثرات
يناجي ما تيسر من نقد مُباح؟
هل من طريق نختاره بحرية
نتفق عليه بعقلٍ يتيم؟
أستفتيكم...
فهل من مسارات تنضوي
في مراثينا الكونية الملونة
تشق عبابَ فضاءٍ مهجور
لا يقدح من عتمته إلا عزف النجوم
فينشدنا القمر؟...
أستفزّْكم...
هذي أنا أستمرئ نخر أدمغتكم
بتساؤلاتي اللامسؤولة،
على لسان العبث
ومن قلبٍ متفحم...
هل نُبقي ما نتراشقه بيننا
لنجرح به معانينا
ونقتسم لقمات الشك الصارخ فينا
وكأننا نستمتع بآلامنا
ونعبر نحو السادية بلا دراية؟...
تعالوا نلملم أشلاء وجودنا القبيح
نلضمها قطعة قطعة بماء الأعين
نتفنن بضمها من جديد
ونرويها بنقاء السرائر
فنطهر معابد قلوبنا
و نسد ثغراتٍ تراكمت فينا...
أما اكتفينا من الرميات الفاجرة
أما شبعنا من التكهنات الغبية
أما خلصنا من اضطراباتنا المملَّحة
وفتاوانا العنيدة؟
تعالوا نفتش عنا فينا
ونبني ذواتنا من جديد...
ها هي
لمسات الروح ترقد نائمة
فلا تلعنوا من سيوقظها...
تعالوا نتعلم كيف ننفد منا إلينا
وكيف ننثر المحبة بيننا
تعالوا نتعلم كيف نبني أنفسنا
ونسند ما تفتَّت فينا...
أما هكذا يبنى الإنسان؟
أما هكذا تبنى الأوطان؟
تعالوا نتعلم كيف نغدو وطناً...

غاده رسلان الشعراني

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى