محمد محمود غدية - كتابات فوق صفحة البحر

مرمرية التكوين ذات بهاء واكتمال، فواحة الحضور، سحرها يسافر فى دمه، ليست كالآخريات مجرد محطة فى حياته، لكنها وطن، مااسرع انتشارها فى نفسه، عبثا يحاول غسلها من واقعه، دون جدوى، تغمره بالحنان وتغرس الزهور فى حدائق ايامه، يريد الآن ان يتمدد ويتمطى ويهرب من حرارة الشمس، الى حيث الامسيات الهامسة، يشرب اشعة القمر ويرتوي بالضوء، بعد ان تكثفت العتمة بين ضلوعه، وهو يرى الناس من حوله، يزرعون الاشجار ثم يقتلعونها، ويقيمون بدلا منها كتلا اسمنتية صماء، يلدون الاطفال ويقتلونهم بالفيروسات المخلقة والحروب، شارف الليل على الرحيل الا قليلا، يلملم ملامحها فى عينه لتسقي جفاف روحه، خلخلته واحدثت الفوضى فى المسافة مابين عقله وقلبه !
تلوح كالحلم ..
كالطيف .. كنسمة منعشة، مثل نورس يفرد اجنحته القا ويداعبه، ثم يواصل تحليقه وابتعاده، يشرد ببصره وخواطره على امتداد صفحة البحر، الاضواء المنعكسة عليه متراقصة، يحتاجها مثل بحر يغسله، ويزيح ركام الاحزان، يغضبان ويصرخان ويبكيان ثم يتعانقان، حزنها يربك التقويم فى بوصلة ايامه، حاول العيش دونها، مرت الايام بطيئة موحشة، تعاقبت الليالي معتمة باردة لا اثر فيها للقمر، كان قلبه غافيا يستريح من الاوجاع، بعد رحيل امه التي كانت تخزن ماء البحر بعينيها، بمثابة ضوء النهار الباهر والقمر الزاهر،
لايصدق موت العصافير والاغنيات،
يحتاج لامرأة تخرج من شذا الياسمين ومن زبد البحر، يشرب الشعر من وجهها الصبوح، ويورق ماء قصائده من بوح عينيها .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى