محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - لا تنتظر احداً يمُد لك الطريق...

لا تنتظر احداً يمُد لك الطريق
أزل الرماد عن الرماد
عن الطريق
ازل الجثث
شمر يداك
وأمسك الموج الملاطم
يا غريق
الحرب خلفك مثل ظلِ لا ترده سطوة الضوء
الجثة خلفك ضائعة
في الساعة الأخيرة من الظلام
اُغلقت كل القبور
ستنام جُثتك الفقيرة في العراء
لا أيدي تحملها إلى الأعلى
ولا حبيبة تُودعك عند العبور
لا حبيبة ولا بكاء ولا زهور
لا تنتظر موتك ليأتي
فالطريق إليك شائك
والمدينة تضع حواجزها امام حياتك التافهة
وامامك الموت
عالق انت في هذي المشابك
اقرأ سورة الاخلاص وحدك
أشرب من قناني الحزن
ترنح
انكسر
اشهق
تنهد
انفجر
وتشظى كالكلمات
امام الكأس
ألفظ عنك شهوتك الرخيصة
ارفع ساعديك الى
الإله
أصرخ بأعلى ما استطعت من البكاء
قل آه
قفز نحو قاعك
لا تنتظر
بابُ تدقه مثل شهادِ نزِل
فيرد خلف الباب صوتُ
قائل
هذا زمان الحرب
لا أبواب تُفتح
لا أصدقاء يأكلون الأحرف العفوية
لا قلبْ سليم
كي تمرر فيه امرأة إصبعها لتُجرح
لا غداءُ عائلي
لا مزاحُ عائلي
هل سمعت بطلقةٍ خرجت لتمزح ؟
الجوع
يمشي بيننا مثل الطغاة
محاصرُ بالجندِ والحراس
والفقراء يلحثون كالكلاب الجائعة
خلف الشاحنات
تلك المحملة بكل أحزان البلاد
الجوع ينهشنا
كما تنهش رؤس القمح
اسراب الجراد
الجوع يُقيم صلاته معنا
ويقرأ اية الكرسي
ويتبعها بآيات الجهاد
لا تنتظر
امك تخطت حاجز القرنين ونيف
من التجاعيد
ولم تبارح لحظة ضحكتها الطفولية
واخوتك الصغار
تناثروا بين المجاري
كالجراثيم الطفيلية
والاصدقاء تهشموا
في حادثة نسيان
لعينة الحرب
فلا تنتظر
انظر امامك
ذاك السراط المستقيم
الرب امامك
اذهب إليه
وبخهه
اطفئ بدمعك قربه نار الجحيم
وتحد فيه يد المشيئة
اخبره اسمك
اسم امك
و في اي عنوانِ تقيم
لا لأنك اقوى منه
بل لأنك
لم يعد يعنيك ما يحدث
فلم يعد في الروح موضع
لأي احساسِ سليم
فهاتي ما لديك
فأنني رجل تخلص من امومة ارضه
ولم يُنادى في العلن
يوماً يتيم
#عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى