محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - تنزلين عن سُلم الأبدية ...

تنزلين عن سُلم الأبدية
كالياسمين العريس
كالقُرنفل وهو يترصد القهوة
في عتبة مزاج
تنزلين
صاخبة كالعقوبة
نضرة كالمساء المُعافى
مُدهشة كجندي لا يُجيد إطلاق النار
صافية
كقُبلة تحت المطر

تنزلين
وأسفل الليل ببضع خربشات
أجلس كحارس بوابة قلق
اُطقطق أصابع المقعد الخشبي كي لا ينام عن موعد الذاكرة
أنتظر
طيفكِ الآتي
كي لا يتعثر في صخرة في باحة الحزن الفسيحة
كقدرتنا على نسيان الجنائز
وتقارير الحرب

القهوة على النار
والليل قُرب النافذة يُعد مفاجئته المُظلمة
والنافذة تخفي نظراتها الجارجة
تحت الستائر
والشهوة في ثباتها المُحتشم
ترد الغرباء عن موعد الدمع
والسماء
تُشطف أرجل الواحدة ليلاً لتصعد الملاءة جافة من مشاويرها في الُعشب
والموت نائم
بعد كل هذا الموت
بعد كل هذا الرصاص

أرى شبحكِ اللئيم، يعبث بالطاولة، يلف سيجارة حشيشه بأوراق قصيدة كتبتها اعتذاراً للموت
هو الذي انتظرني أسفل الشُرفة لأربع ساعات
وأنا في الداخل انشغلت بلملمت أثاركِ من ليلةِ خائنة
أرى شبحكِ الآن
بثيابه البيتية
يرمي في الطُرفات يمنى ويسرى
يضحك الباب،ومقبضه المتجهم
تضحك النافذة، والليل المُسمر خلف الشُرفة
تضحك الأبدية
والأزل المحموم
يضحك الموت الغاضب من موعدنا الذي انكسر في ليلةِ خائنة
تضحك الحرب، يضحك الموتى، وينسحبوا من اسئلتهم
لماذا مُتنا قبل أن تصلنا الحافلة ؟
ولماذا لم يُرن المنبه بعد ذلك الموت ؟
الأشياء جميعها تضحك
يتوقف التاريخ عن كذباته قليلاً ويقول بندم
ينبغي أن ندون معركة الأزهار في اقمصة عاشقة
تتوقف مُذيعة نشرة العاشرة عن تذكيرنا بالسيارة المُفخخة، تدير حديث حميم
حول شِعر رامبو
سائق شاحنة ثمل، يقرر أن لا يعود فارغ، ينقل القمر، حتى حافة اللحاف
ترامب ينسحب من الأنتخابات
وروسيا تتراجع قليلاً عن فكرة الإنتصار
وامريكا
تتخلى عن امومة الكوكب
لصالح مُفكر زنجي، يعبد اشجار البان، ويُصلي لآلهة من السمن البلدي، و يتحدث بنكهة خضراء
وبغداد
تهزم التتار اخيراً
وتجفف كتبها الطافحة في الفرات

فانتِ الآن تضحكين
ماذا يفعل العالم الآن لينجو
سوى أن يقلدكِ في الرقص

#عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى