فيما أنتَ في سِيرةِ الضباب
تتذكرُ " أيوب طارش " ،
وهو يحلمُ شاديًا بصوتٍ يمنيٍّ عَذْبٍ
تتدفقُ منه شموسٌ صغيرةٌ ،
وأعيادُ رعاةٍ في " الزُّهرةِ "
أو في " وادي مور "
تلكَ التي لم ترها يومًا
لكنَّكَ رأيتها في صوتِهِ الآسر.
ـ الصوتُ مرايا ،
الصوتُ عيونٌ أيُّها العميان ..
كان " أيوب " يشدو حالِمًا
بأن " يلبّس الدنيا حريرَ الضباب " !
إنَّكَ إذًا في حضرةِ عبدالله عبدالوهاب نعمان
ذلك الجميل القادر على جعْلِ الكلامِ اليوميِّ
الكلامِ العاديِّ
متكبّرًا كطاووس ،
وشهيًّا كالأرغفة.
إنها أغنيةُ " هيمان "
تلك الأغنيةُ التي طَفقْتَ تنصت إليها ليلةً كاملةً
وحيدًا مثل خلاء ،
وممتلئًا بالحياةِ كأنَّكَ في حَشْد.
إنكَ في حضرةِ غناءٍ كهذا
في حضرةِ " الأخضرِ" الجميل،
تكونُ متحرّرًا من عتمةِ الطينِ
في خِفَّةِ طائرٍ
ونقاءِ نبعٍ
ووداعةِ فلاحٍ في سهولِ تهامة.
باختصارٍ ، تكونُ إنسانًا،
شفيفًا كالبلور ،
ووديعًا كحمامة.
منسجمًا ، أومهيَّأً للانسجام.
على نقيضِ ما كانَ قد قاله الفاتنُ الأكبرُ قاسم حداد .
تكونُ في غايةِ اللطفِ
ألَمْ تقمْ بتحويرِ ما قاله " عبد الرحمن طهمازي "
في " مرآته المستوية " :
ـ " إنّني في غايةِ اللطفِ
لأنِّي بين أحزاني "
إلى :
ـ " إنِّني في غايةِ اللطفِ
لأنّي بينَ أغصاني " ؟
تتذكر تلك الليلةَ
كنتَ تصرخُ كما صرخَ " سركون بولص " - ذلك المبدع
الذي رحلَ كما لو كانَ في سفينةِ نوح - منتشيًّا بالموسيقى ،
صارخًا ، هكذا :
ـ " ماذا صنعتَ بيَ ، الليلةَ ، يا نصرت علي خان ؟ "
ها أنتَ تصرخُ مثله فيما تصغي إلى " هيمان " أيوب طارش ،
قائلًا كطفلٍ اكتشف براءتَهُ للتو :
ـ ماذا صنعتَ بيَ ، الليلةَ ، يا عبدالله عبدالوهاب نعمان " ؟
نعم ، ماذا صنعتَ بيَ الليلة ؟
* إضاءة :
هذا المقطع كتبته في سياقِ نَصٍّ طويل بعنوان " كهذيانِ قِطّةٍ غير معاصرة " ، كتبته مباشرةً ، دفعةً واحدةً ،بالكيبورد ، أيام منصة " أروقة الجنون " ، وبه استدعاء لكتبٍ وقصائدَ ونصوصٍ وأمكنةٍ ووجوهٍ ومقولاتٍ وأغنيات .. نُشِرَ في ديواني الثالث الذي صدرَ مؤخرًا بعنوان " مطرٌ كسولٌ على الباب ".
تتذكرُ " أيوب طارش " ،
وهو يحلمُ شاديًا بصوتٍ يمنيٍّ عَذْبٍ
تتدفقُ منه شموسٌ صغيرةٌ ،
وأعيادُ رعاةٍ في " الزُّهرةِ "
أو في " وادي مور "
تلكَ التي لم ترها يومًا
لكنَّكَ رأيتها في صوتِهِ الآسر.
ـ الصوتُ مرايا ،
الصوتُ عيونٌ أيُّها العميان ..
كان " أيوب " يشدو حالِمًا
بأن " يلبّس الدنيا حريرَ الضباب " !
إنَّكَ إذًا في حضرةِ عبدالله عبدالوهاب نعمان
ذلك الجميل القادر على جعْلِ الكلامِ اليوميِّ
الكلامِ العاديِّ
متكبّرًا كطاووس ،
وشهيًّا كالأرغفة.
إنها أغنيةُ " هيمان "
تلك الأغنيةُ التي طَفقْتَ تنصت إليها ليلةً كاملةً
وحيدًا مثل خلاء ،
وممتلئًا بالحياةِ كأنَّكَ في حَشْد.
إنكَ في حضرةِ غناءٍ كهذا
في حضرةِ " الأخضرِ" الجميل،
تكونُ متحرّرًا من عتمةِ الطينِ
في خِفَّةِ طائرٍ
ونقاءِ نبعٍ
ووداعةِ فلاحٍ في سهولِ تهامة.
باختصارٍ ، تكونُ إنسانًا،
شفيفًا كالبلور ،
ووديعًا كحمامة.
منسجمًا ، أومهيَّأً للانسجام.
على نقيضِ ما كانَ قد قاله الفاتنُ الأكبرُ قاسم حداد .
تكونُ في غايةِ اللطفِ
ألَمْ تقمْ بتحويرِ ما قاله " عبد الرحمن طهمازي "
في " مرآته المستوية " :
ـ " إنّني في غايةِ اللطفِ
لأنِّي بين أحزاني "
إلى :
ـ " إنِّني في غايةِ اللطفِ
لأنّي بينَ أغصاني " ؟
تتذكر تلك الليلةَ
كنتَ تصرخُ كما صرخَ " سركون بولص " - ذلك المبدع
الذي رحلَ كما لو كانَ في سفينةِ نوح - منتشيًّا بالموسيقى ،
صارخًا ، هكذا :
ـ " ماذا صنعتَ بيَ ، الليلةَ ، يا نصرت علي خان ؟ "
ها أنتَ تصرخُ مثله فيما تصغي إلى " هيمان " أيوب طارش ،
قائلًا كطفلٍ اكتشف براءتَهُ للتو :
ـ ماذا صنعتَ بيَ ، الليلةَ ، يا عبدالله عبدالوهاب نعمان " ؟
نعم ، ماذا صنعتَ بيَ الليلة ؟
* إضاءة :
هذا المقطع كتبته في سياقِ نَصٍّ طويل بعنوان " كهذيانِ قِطّةٍ غير معاصرة " ، كتبته مباشرةً ، دفعةً واحدةً ،بالكيبورد ، أيام منصة " أروقة الجنون " ، وبه استدعاء لكتبٍ وقصائدَ ونصوصٍ وأمكنةٍ ووجوهٍ ومقولاتٍ وأغنيات .. نُشِرَ في ديواني الثالث الذي صدرَ مؤخرًا بعنوان " مطرٌ كسولٌ على الباب ".