فاطمة البسريني - ثورة ريح...

بعد غياب في النسيان
أحني اليوم للدهر،هامتي
و أعلل النفس الظمأى
و أحكي الأحلام حقيقة
لا أبالي
أخال أني غريبة
حتى إذا ما قرت النفس الضمأى،
غدا الصمت حال لساني،
و غذى الرضا طبعي
و طوقت شجون قلبي
و ما شيء، أعوذ به
سوى حزني الجميل.
يا للخواطر كالحات،
تشدو الأسى
و أنا أصم الأذان
و أغدي بالرجاء كياني
و لربما أستطيع بفكر يأتي عرضا،
أن أطلق النفس من حسرتها،
و قوتي الكبرى من ذلتها،
و أغنيتي من إسار الصمت.
أشجان عهد مضى
أنين عهد،
لست أعتب،
أنه أفنى بهجتي
بل يا ليت لي عين،
في عمق الليل
تستجلي دواجيه ،
و يا ليت لي غير هذا الألم الدفين،
و هذه الرعشة تنثال على هذه الروح
أبد الزمان،
فتئن وضيعة، خفيضة،
و يا ليت لي بثورة عاتية،
أبثها على الكون
تتفتق منه البراعم مزهرات،
إيقاع تنهيدات زرقاء،
نجوم خافتات،
تطفو على السماء العتيقة.
في المساء،
بين جدران قلبي السوداء
أبدا تزأر رياح الله الموحشة.
منسية أنت أيتها الحياة
طعم الهواء مر في فمي
و الخطى متحجرة،
و من الوادي المظلم
شمس تنهض،
تحرق الأشجار،
في الغابة،
رجل أسمر يخنقه ملاك
آه كم هي فارغة نظرات الموتى الأعزاء.
الصمت شاحب،
و في المجاري تغرق المياه البيضاء.
و هادئا ،
ترحل مع ثورتي.
و كزهرة الخريف تنحني
و تحترق كجذوة حمراء.
أشعلك متى أشاء،
و أطفئك متى أشاء.

_ فاطمة البسريني _
٠

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى