ذياب شاهين - أنكيدو...!

أيُّ عزاءٍ
أيُّها الثورُ الأرضيُّ
دعكَ منَ الحلمِ
مثلكَ لا يجبُ أن يحلمَ
مثلكَ لا يجبُ أن يعلمَ
سترسلُ لك الآلهةُ امرأةً
تعلمكَ الجنسَ والحبَّ
وشيئًا من فنِّ التقبيل
لتمشيَ على اثنينِ
ولكن تذكرْ دائمًا
أنتَ الرجلُ الثاني...
أنت الشيءُ الثاني
وأنت المقتولُ الأوّل
هكذا... ببساطة
لك القوةُ الرهيبة
والعضلاتُ القويةُ المزمجرة
لتصدَّ الريحَ والنبال
عن صفيِّ الآلهةِ جلجامش
قد يحضنكَ
وقد يتّخذك خلًّا ونديمًا
ولكنك لن تكون بديلا عنه
إلا في الموتِ
فما أنت بفردٍ
بل أنت الجندُ
لا اسم لك
إلا متبوعًا بعد جلجامش
ونسلهِ من الملوكِ
ستموتُ كثيرًا
وتقتلُ الثيران السماوية
وخمبابا وتدخل غابات الأرز
وغابات النخل
وستحاربُ عشتار وبناتِها
لكن...تذكرْ جيدًا
ألا بطولة لك
ما أنتَ إلا درعٌ وسيفٌ
بيد الملوك
وتبقى تتناسلُ
مدافعًا عنهم ومحاربا
في غزواتهم
سيكونُ لهم الدم السماوي الشريف
وستبقى أسنانُك صفراءَ
وجسدك تملأه الندوبُ والجروحُ
وتولمُ منه للديدان
وحينما تموت
سينالك شيءٌ من العزاء
لكن لا قبرَ لك
تذكرْ يا صديقي وأخي
أيُّها المخلوقُ الأرضيُّ
أنك لن ترى
ولن تحلمَ بأيِّ مجدٍ
بل ستقاتل وتبقى مدافعًا
عن الملوك
ومن خلفهم الكهنةِ الممسوسين
سيتردَّدُ اسمك بالنصوص تابعًا
حتى نهاية الأسطورة
الأسطورةِ البشرية المخيفة
بكلِّ مرارةٍ وعنفوانٍ
وسذاجة...

بغداد- السبت
10/08/2024

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى