محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - آه أيها النهر...

آه أيها النهر
قُدس اسمك، كما قال سفر الموج
وبسم إبتسامك
كما قالت شريعة الليل
أيها النهر
يا سليل بكاءات شعب الرصيف
يا جد كل الذين،خسروا أرجلهم، في لحظة الحزن
لصالح تدوين امرأة في دفتر
تشتكي خسارة موعدِ لم يكن
يا إله الطوارئ للشُعراء
حين تُداهمهم امرأة فاحشة الوجه كالياسمين
فيترجوك
أن تعجل ميلاد عشبك
أيها النهر
انتخبني ليومٍ سعيد
مللت حراسة حزن الجميع، اُدون طعنة الروح عند بائع خُضار
خسارة سائق شاحنة ابنِ مُشاغب في شِجار
اُدون طعان الزمان للفتاةِ التي لم تجد حبها
منذ مر التتار
اُدون ثلج الصحاب المُقدم بعينِ خبيثة
أدونه شعلة نار
تلو شعلة نار
ايها النهر
طِفل الرمال المُدلل بارجل نساء
يرتكبنا المساء السعيد
في خدودِ الصغار
أيها النهر
ادخرني
لموتى المَزارع
لجوغة مغنين، سُكارى
يحكون حُزن الشوارع
ادخرني
للمُشرد قُرب الرصيف القريب
خبزُ يتسول
بالله جائع
بلله جائع
ادخرني يا نهر
لمن شكو في الرب يوماً
حين رأو السفلة واللوطيون
يؤمون كل الجوامع
قل يا نهر
متى ينهزم فينا هذا القلق
الحرب تزحف إلينا سريعاً
والوقت يأكل ايامنا الطازجة
والحُلم
قبل القُرى السيئة الحظ
تاه عنه النفق
دُسني يا نهر
تحت قاعك
فانني ماهرُ في الغرق
اعصبني
لكي لا اراك
احمراً كعيون الطغاة
لزجاً مثل شاعر جريح
يُقاتل في الليل
جيش الأرق
اعصبني يا.نهر
أبن ماءِ غريق انا
قريبك من العشب والنار
ومن امنا الأزلية
مُلهاة كونٍ تملص من ربه
في المنزلق
مُلهاة جُرحِ يُجيد البكاء الأخير
في المسرح الدموي
مثلما اتفق
سرب النوارس العائدة
من صلاة الخريف
الى شاطئِ
لا يرد جموح الرمال
يا نهر
يا نديم السُكارى الجريحين
امتهني
لحُلمِ يُجيد أكتشاف الرجال
امتحني
لصبية يغنون
عُرس العصافير
والفراشات الملونة
تُمردخ اعمارهم في الجمال
أكتشفني
بآدم في الروحِ يهبو
على ركبتيه
لكي يتجنب شظايا السؤال
اي ربِ نفخ في الطغاة شهوتهم للدماء ؟
اي ربِ قال كن
فاستعد الجميع هنا
النمل في بيته
الشعر في ليله،
النساء الصافيات
اعددن اقمصة الحداد الطويل
الأمهات بكينا اطفالهن منذ الحليب
وحتى اكتمال الرجولة الحزينة
التي لاحقتهم
جيلا تلوا جيل
الشوارع ارخت فُتحة اغصانها
تغوي فيهم
طفلُ مؤدب
المناديل بللت نفسها
قبل حتى الرحيل
اي ربِ ثمِل
قال للفجر فينا
كن يا فجر ليل
هكذا
أكلتنا الظلمة الهالكة
انزوينا في بيت الشراب
احتسينا المُزاح
وحكايات ضوءِ تمزق
في لحظة الأغتصاب
حكايات
بنتُ ارادت بشدة أن تُغني بين الآواني
وأن ترمي هذي البيوت فوق حراسها
وأن تُجرب كل السباب
تأخذنا الخمرة
نحو عتبة الله ذليلين
فنعتذر
لله في بادئ الأمر
للطين في طور الحيرة ايضاء
للماء البتول
نعتذر
لرأس الحسين يتدحرج فوق حكاوي الجدات
لبغداد
قبل هدير المغول
للزنجي منا
يصلب آلهات الحصاد
ويصلي بلغة الصحراء
كافراً بالعشب والماء
و دفء السهول
نعتذر يا نهر لليل
وهو يترك فُسحةِ للنساء
شهيدات ليلٍ
كلما هزت الريح اطراف النافذة
بادرنا بالذكريات
عن صباحِ كسول
وعن
امرأة لم تقرأ أية الحرب فينا
حين باغتت ليلنا بالدخول
يا نهر نعتذر للخمرة
سوء احزاننا
حين نبكي ونسأل
حين ننسى البلاد الشقية
في عراك الوعول
نعتذر يا حرب
للنهر والليل
ونعتذر للموتى منا
كيف تركنا البلاد العزيزة
تقود قطعانها
حفنة عجول
#عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى