محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - من أي بابِ ستلج المساء...

من أي بابِ ستلج المساء
تستل حُزنك من دمعه
تشطر الخوف نصفين
نِصفٌ تعد به العشاء للقصيدة الطفلة
ونصفُ
تهبه للغرباء
العائدين من ليلهم دون بيت
مكدسون بالشتاء
أي وجهِ
سترضعه نكتتك الجديدة
ليضحك بمزاجِ سليم
تمضي لأمك
التي إنتهت دعواتها في خزانة السلطان
من سيبكيك الآن
في عدمك المنزوي تحت اجنحة الريح
تقودك هراوات الأسئلة كالأسير
الى سُرر البنات
تتدلى منها حِلقان زرقاء
وبثور تتعمد أن تُطيل النظر للأصابع المتخفية في هيئة سؤال
تُجرجرك شاحنات معبئة بالأيام اللقيطة
اُمها النهر
وآبائها يتقاسمون الأسم وجثامين المذبحة
أي حربِ شريفة
تنتظر زوجها أن يعود سالماً من شقاوة الموت
مُغتصبة تلك الكناية التي بالغت في إدعا الفرح
مُغتصبة تلك الطفولة التي افلتت سروالها
ومضت نحو مدرسة البلوغ
وتعلمت كيف تخشى الموت، والليل، وعيون النساء الحزينات
مغتصبة يدك المتدلية، كاعضاء قساوسة اعادوا قراءة النص المُقدس
ولحقو ما فاتهم في كتاب الجسد
مغتصبة الأسلحة حين كانت حديد، حلمت بنوافذ وابواب، وطاولات حانة
وانتهت مُجرمة
مغتصبة الهويات التي تسأل بعضها
أي لونِ يُناسب لون العلم
تجرفك الوابورات الإلهية كالقبور المُحالة الى النسيان
الى اشجار
ترتكب في العصافير امر اخلاء
آلهتكِ المُقربة من فُتحة القميص البنفسجي
تنكسر
في القُبلة الأخيرة
وآلهات الطوارئ نسوا كيف يغُفر لم جرمه أكبر من الذاكرة
آثم لأنك لم تقف تحت سيف الخليفة
ولم تمسك السيف مثل الخليفة
آثم لأنك
في زحمة الموت
قشرت جلد المسرحية،
وطبخت اثداء حُلمِ شهيد
وأكلت جوعك دسماً كما هو
وغنيت اخر
انشودة للموت
في مآتم اُعدت للصغار
الصورة 2021 /نيالا
#عزو

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى