يعقوب عبدالعزيز - علمينا سر الاشارة

للنجوم التي زيّنت شعرك الكستنائي وهي
تفّوت احتفال الكواكب
كيف أغراها سقفك
ودرب التبّانة لا يحتمل الرّاعي وعصاه
مضيئة هي طرق الأنبياء
وبأي قلبٍ عقروا ناقتك يا صالح
عندما فاتك قطار الرّبيع كنتِ وحيدة
كصبّارة منسيّة
في صحن الحديقة
كنتِ تغنّين ولم تعلّمينا إلى اليوم
سرّ الرّقص
بكل هذه السلالم التي اختزناها دواخلنا
بكل هذا الذبح الذي يستحق
الرّقص
بكل الكمنجات التي سرقناها من معهد
الموسيقا لم تعلمينا المقطوعة
مضينا وحدنا
استمعنا إلى الله في دواخلنا
أحصينا الدمدمات ونداء الامهات البعيد
قلّدنا النواح خلف الجنائز
وصرير عجلات القطارات
ضعنا في الميتافيزقا
ولم نمسح على صوتك
صوتك المخملي الذي يندسُ خفيًا بين
التلابيب لم يكن سهلاً أن نخبّئه
عن عشيقاتنا الجدد
علمينا سرّ المسافة كيف نقطعها سريعا
إلى اللحد
لقد أصابنا السّأم من هذا التتبع
والجحود
أصابنا القلق
الشوارع كلها عيون تتلصّص
على خطوط الرغبة فينا
أيتها الخفيفة كاستراحة أيائل
الصّافية كبحيرة أسماك
السريعة كغضب والمشتعلة كعود ثقاب
علمينا كيف ننسلخ من هذا الطحالب
كيف نقرأ الحرف الأول من أسماؤنا
بلغتك
كيف نفهم الاشارة
في اتجاه شعرك حين يحرّكه الهواء

يعقوب عبد العزيز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى