محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - لقد كانت جيدة...

لقد كانت جيدة
فيما يتعلق بطبخ الأحداث والحوارات
مثلاً
يمكنها أن تفتت ست ساعات
لتحكي عن قطة نجت من حادث دعس
راسمة الحبكة
والتشويق ،
مشهد الهلع في العيون المحيطة بالقطة
سائق الشاحنة ، شاربه الأبيض نظراته القاسية
ستقول أن وجهه ليس بشرير
هو وجه رجل نجا من حب مسرع
لقد كانت جيدة في الدفاع عن المرأة ، احب فيها ذلك
حديثها عن معارك النساء
وهي تعد غداء ، يُناسب فوضى ذلك اليوم
وانا اُراقبها
عنقها المنحني على قطع الخضار ، يديها الممسكتين بالسكين ، كمحاربة شرسة
في معركة ضد الوقت
في تلك اللحظة وهي تُثرثر عن غيرها
اقول في داخلي
أن الصمت الذي يتوسط كلماتها ، التنهيدة التي تخرج دافئة ، كموعد منتظر
أن تفاصيلها الصغيرة تلك
تزهر
أكثر من كل ما انجزه الرجال والنساء
على مر الشعر
والحب
كانت
تحب القهوة
لهذا كان ظلها فخوراً بنفسه
كانت القهوة تحبها وهو سبب كافي لتكون القهوة قمحية ، او مائة قليلاً للون ابتسامتها
حين تضحك دون قصد
ثم
أنني حين التقيت بها
كُنت جامع معاطف بسيط ، اعمل بنصف دوام
اجمع من الأشجار معاطفها التي تتفتت في صورة أوراق
أجمع عن البحر معاطفه التي تتبعثر كمراكب مخروقة وبحارة ثملين
أجمع عن النساء معاطفهن التي تتساقط كاحزان ، او كرجال خائنين
اجمع عن قلبي معاطفه التي تتساقط
كتنهيدات مُرة تركض بارجلها الحافية على الورقة .تاركة اثار وحل
ومشاوير مفتقة من الكم الأيسر للطريق
ثم كان علي أن أجمع معاطفها هي الأخرى
لكنها
كانت بلا معاطف
كانت امرأة حُرة تماما
حين تمطر ، لا تختبئ ، بل تُقيم سلاماً مع الماء
او تصبح هي نفسها ماء
حين يشتد الشتاء
تخلع النافذة
الشتاء لا يطرق البيوت التي تخلع نوافذها ، لأنه يشك في كل غرفة مفضوحة أحزانها للخارج
انه يشك ويصدق شكوكه
حين التقيت بها
كُنت اتدرب في اوقات الفراغ على الموت
أجل
مثلاً استشير الأشجار هي الخبيرة في رائحة الأخشاب
اي نوع من الأخشاب مضاد للصمت ، ولا يتسوس بالوحدة ؟
دائماً ما تقول الاشجار
انه لا يوجد خشب مضاد للوحدة
يجب ان تاخذ معك ما يكفي من الحب فحسب
وكنت اسأل
الاتساع
هل القبور واسعة هناك ؟
الاتساع لم يمت من قبل
لذا يصمت مسترسلا في التفكير
كُنت اسأل العشاق ، كم مرة متو ؟
انهم يموتون في كل مساء ، لأن الانفكاك هو قطار ذو اسنان حادة ، يشطر اللحظات
ويحمل الرطوبة الطازجة للمقاعد ، لمقعده الداكن خلف التلال
كنت اسأل الثمار
عن السقوط
وكانت اثداء النساء حولي يشعرن بالخجل
الثمار لا تسقط ، بل ترحل لاشجار أكثر دفئاً
وكنت اسال جسدي
هل ستحتملني
وكان يموت حينها ، من صعوبة تخيل المشهد
ثم سألتك حينها
هل التدرب على الموت يساعد
فقلتِ
اجل
إن كنت انا جنازتك
لقد كانت جيدة في التقبيل
كثير ما انسى فمي معها ، واتذكره حين ينبغي أن ارد على سؤال
كانت تُجيد العناق
كثير ما انسى اذرعي معها ، واتذكرهما حين ينبغي ان اخلع القميص
كثير ما انسى وجهي معها
اتذكره وانا أبحث عن اتجاه المنزل
و كثير ما انساني بالكامل معها
واتذكرني
حين احاول الاستحمام
او كتابة قصيدة
#عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى