قدمان في نعل واحدة ترقص

لا تغمضي عينيك
لا تفتحي شفتيك
الظلام يتراخى كالحضور
أمام قبائل الغياب
الفجر يفرش بستان الشوق
على أرصفة التيه
فأهديك عزلة النساك
مئة سنة في السؤال
مئة أخرى في موسم الكلام
وأمطرك بقُلتُ وقلتِ
كي تخضَرَّ في غابة وحدتِـك
أوراقُ قصائدي
أغزل لك الكلمات
تنسُجين لي النظرات
نرسم قدمَين في نَعْـل واحدة
واحدة تعشق المشي
الأخرى تتمنع
فيحلو الرقص
تقْصُر المسافةُ بيني وبينك
تلتقي النظرة بالنظرة
بعضك يسبح كفراشة
في النار
بعضي يطفو كظل
في الظلام
فأهمس في أذنك
الدهشة زاد العارفين
رصيف الحالمين
فتغرقين في بوحي
وأغرق في بسمتك
هل تُدركين ما تفعله نظرتك
تنطق كالدُّوار
الدوار الذي يُسكِر المعنى
فنصاب بالدوخة
كدوخة عباد الشمس في الليل
حين تعجز الكلمات
عن الكلام
لذا لا تُغمضي هذا الكون
كي يَرِقَّ الفجرُ الذي ننتظر
لعله يأتي كهديل يمامة
على سفرجلة
وحيدة تنتظر سرب الآتي حين يأتي
يضيء درب المدى
يَسَّاقط عليكِ الوميض
وعليَّ تهطل الآهات....
فلأي شيء تصلح "هيت لك..."
إنْ لا قميص لي
ولا أظافر لديك
لا دبُر يدبِّـر أمر النشوء
لا أمام نمشي إليه
آمنين
فلا تفتحي عينيك
لا شيء نراه
لا شيء يرانا
كيف نقفل هذا الهذيان
فنستريح كنقطة آخر السطر
حين ينتهي الكلام...؟؟؟
عزيز فهمي/كندا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى