أ. د. مصطفى الشليح - اكْتُمْكَ عنِّي...

اكْتُمْكَ عنِّي
ولا تأثمْ، وكنْ سَفَرا
اخرجْ إليكَ
بكلٍّ يتَّقي شذرا
لا تَدْجُ إلا
على تلويحةٍ سفرَتْ
كأنَّها الفجرُ
بالسَّفح الذي عبَرا
إذا تقرَّيتَ
أستارًا فظنَّ بها
نبرًا أثيرًا
تراءَى فيكَ فاستترَا
وإنْ تدانيتَ
حتَّى خلتَني أثرًا
إليكَ خلتُكَ
أنِّي سالكٌ خَدَرا
وإنْ تناءيتَ
يمتدُّ الطَّريقُ بنا
كما الحروفُ
ويرتدُّ الصَّدَى خبَرَا
إذا التقينا
وَقَدْ لا نلتقي سُوَرًا
وأنتَ تُلقي
ولا تُلقي النِّداءَ سَرَى
وتستقي
لحظةً بيضاءَ بذرتُها
فيضُ التَّجلِّي
وتُبقي لحظةً أثرَا
وأنتَ وحدَكَ
لولا قلتَ: أنتَ معى
لولا أقولُ:
كأنِّي لا أنا انتثَرا
وأنتَ منِّيَ
رُؤيا وحدةٍ صُوَرًا
تَعَدَّدَ الشَْكلُ
تتلُو شمسُه القَمرَا
فلا هُمَا
مُدركان اللَّيل أوَّلُه
حيالَ أخره
بالوثبةِ ائتزَرا
ولا أنا أنتَ
نمشي، والظِّلالُ بنا
تمشي وئيدًا
فلا تأسُو الخُطى شجَرَا
كأنَّ غابتَنا
مِنْ ضلعِنا نذرتْ
أنَّا إلى فتيةٍ
مُستقطرينَ سُرى
يا القَطْرُ
أوراقُنا ابتلَّتْ بلائحةٍ
أوراقُها
فمحوْنا الخطَّ والعُمُرا
قلنا: نقيضان
لكنَّ الوُضوءَ غفا
في مقلتينا
ولكنَّ الوُضوءَ عرَا
ونحنُ نلقفُ
بالسُّكنى نقائضَنا
يا ألفةً
تتمادَى غربةً قَدَرَا
ما نحنُ كُنَّا.
كتمْنا كلَّ بارقةٍ
عنَّا، وكُنَّا
كأنَّا نتَّقي شَذَرَا ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى