حاتم عبدالهادى السيد - النجم الهارب...

إلي البعيدة هناك، خلف مسافات تمتد، فقط هذا بوح ، وفقط. يخرج من القلب بشهيق، ليحاول


اللحاق بالقمر البعيد.
حين يأتي المساء،
أخاف لقاءها الأشهى...
أخاف أن تتعلق بي،
رغم اشتياقي للكلام معها،
بيننا مسافات بعيدة
لم ألتقي بها يوما،
لكنني أعرفها جيدا
امرأة تستنشق الحب،
وتبعثه في الوجود والعالم
امرأة تتشتهي أن تقضي معها الفصل الأخير،
للحياة.....
كانت مثل زمردة تقبض عليها بحنو،
لديها "حنان" ممتد،
تطبطب عليك بعد أن فقدت كل شىء ،
هي امرأة تشتاق للحب،
وأنا كعصفور محبوس
أو صقر هيض جناحاه بين الجبال،
أود -كلما هممت- بمصارحتها ،
أتريث،
قلت لها : أنا فقير
قالت بل أنت أغنى رجل فى العالم
وحرفك يكتمل به المعنى ...
يالك من امرأة أتشهى طلعتها،
وأحج إليها كل مساء !! .
-2-
أصبحت حبيبتي،
بلا شك،
وعند أول لقاء بيننا،
كان "الحاسوب" يسجل،
قصة غرام لحبيبين يحلمان بالتلاقي،
لقد التقينا عبر سماوات افتراضية،
صنعنا معا بيتا،
وأحلاما،
ودون تفاصيل كذلك،
تكلم القلب الصامت بيننا
ذهبت إلى حجرتي النائية،
التي قالت عنها -ذات مساء-
بأنها قصر يسكن فيه أمير،
لم أشعر لحظتها بالوحدة،
كانت معي
تسكن حجرة الذات،
ويلفها القلب بسياج من الدانتيل،
فظلت قطيفة الحب ترتجف،
وأنا أعيش السعادة من جديد
- 3 -
عند شاطىء الحنان،
استأجرت زورقا للحب،
سآتي إليك ياحبيبة،
رغم بعاد المسافات والحدود
أجيئك ولا أملك سوى قلب يخفق،
وشوق يدفعني إليك،
وما أن تحرك الزورق الصغير
حتى استيقظت،
لأجدني في غرفة الوقت،
أرتب الأحزان من جديد.
- 4 -
أيتها القرنفلة الحمراء،
ابنة الماء والمطر والحب،
لا تتمسكي بي كثيرا ،
فأنا بالكاد أعيش،
أستطعم الحياة بطيفك الأرجواني،
وأعيش على جمر الأشواك،
وحطب الشوق الشهى،
أمسك الرماد بحنان،
وأنثره على العالم
وأصرخ بشدة داخل الروح.
أرجوك،
رفقا بقلبك
فماذا ستجنين سوى السراب،
بل طيف انسان،
يموت كل يوم مرتين،
ويتشهاك
برتقالة جميلة،
أو تفاحة يقضم شفتيها
على أنغام صوت هدير البحر..
سأحبك ما حييت،
أيتها اليمامة السعيدة
التي تشهيتها،
لتحوقل عند غرفتي،
ذات مساء جميل !!.

حاتم عبدالهادي السيد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى