عبدالحميد شكيل - مثنوي "باية"...

" كن نورا في القلب يهدي إلى الحق..لاحجرا في الطريق.يتعثر فيه العميان.."

سأشرع - قريبا- في ترتيب عشقكِ..
الذي دمرته الخيانات الكثيرة..
هولايشم رائحة العطن المكدّس..
لا يشرئب إلى رائحة الدم .
المراق على جوانب اللغة ..
في سموات الغياب..
هو- فقط- يحتفل باللوعة التي نسيها طير الرباب..
هناك على حافة الجسر المعلق..
المشدود بأسلاك قلبينا..
كنا نحتفل - بعنف-
عندما نرى أسراب الحمام المطوق بالهديل ..
بالرقصات اللولبية ..
قريبا من ضفتي النهر..
على ارتفاع من حبنا..
الذي تسربت منه عطور الأمس..
وانتصرت على معميات الأناشيد،
المصفّدة بالرغاء..
والأنين المشيد بالألم..
كيف أصوب حزنكِ..
المنسدل على منحدرات الكتف ..؟
كنتُ أتأمل سواده الكثيف..
محاطا بقردوف بنفسجي،
حينها.....
أصاب بالصرع المعزّز بالصفاء..
تربكني الضفيرة المزنرة..
حين أعبر" الطريق لجديدة.."
ياصباح الأشواق..
أراكِ خمرية..
تنهل من وردكِ نساء الوصفان..
وزنجيات الشط..
أتاوّه ..
أصمتُ على كره شديد..
أتجرع عنبر تنورتكِ ،
مشدودة إلى صفصاف قامتكِ..
تتهاطل على جرود قلبي ..
أنحاز إلى سرب غباركِ..
ذاك المفتول من مسد ..
لا تنال منه خزرات الموتورين..
وأنت تشرقين بالأنوار..
بعبق المسك.
الممزوج برذاذ أنفاسكِ ..
حين تجيئين من دروب " السويقة.."
الواسعة في العشق،
والتذكارات السهبية ..
نسمات " وادي الرمال"..
على ترنيمات هديل الحمام..
يرشق الصخر ..
يعلو في أبهة من دوار مهيب..
يهتز الجسر..
تتعانق الأسلاك..
يتدلى العشب..
ممهورا بصهد القُبلات..
ورنين الخطو الشهيق...
" باية" أيتها الرسولة..
كم من عُمر مضى..؟
كم من الذكريات البعيدة ..
.مازالت تصيبني بلهيبها..
شواظها المتقد..؟
أرتجف..
أعلو ..
في مساءاات " سيرتا"..
هناااك..
قرب " باب القنطرة" ..
مسرى العشاق..
خزان الذكريات..
أخفق..
اشهق ..
أنطق..
أرى ظلال تنورتكِ.
حين يهب ريح الصّبا..
والصّبابةِ..
ما تدلى من أفق الجسر ..
حين يطوّقه الحنين....!!
عبد الحميد شْكِيّلْ 30 من شهر أوت 2024

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى