محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - الكثيرون فعلوها على الكنبة الجانبية للنهر...

الكثيرون فعلوها
على الكنبة الجانبية للنهر
تلك المجروحة في مؤخرة شاعر ثقيل
البعض فعلها في زهرة تحتضر
أمام عصافير شبقة
قرب نافذة تمارس تمارينها الشتوية
واقفين على أكثر من دهشة
جالسين على مقعد غير منحني
ماذا فعلوا ؟
تذكروا فحسب
كم عاشوا تُعساء
تذكروا
البعض
فعل أشياء اُخرى
في الاسِرة الباردة
تلك التي تدخر شتاءآت العالم بأكمله لتطرد إحتمال امرأة مفخخة بالأمل
البعض فعلها
وهو في الحمام امام أعين معجون الحلاقة
والمرأة العالقة في المرآة منذ أكثر من جسد ساخن وذاكرة ساخنة
البعض وهو في الحافلة
يتجه صوب ليلة تأخرت عن موعد الغروب
البعض فعلها في مكتبه
الساعة الثانية ظهراً ، والعرق الضجر يجتاح الاماكن السرية بمكر، وهو يجمع حقيبته للعودة الى حزنه البيتيّ
ماذا فعلوا
أخذوا وقتهم في الندم
وفي التفكير في أجسادهم العاطلة عن الحب
كومة لحوم مغرورة فحسب
اخذوا وقتهم في الندم
البعض فعل شيئا أفضل
اقدموا على النسيان
واعتادوا أن ينسوا كل امرأة قبلوها في ذاتِ القُبلة
والعودة بفم سالم
البعض فعل ما هو افضل من ذلك بكثير
سقوا اجسادهم من المطر
ونموا كأشجار
دون ضغائن
وبالكثير من الاوراق والعصافير في اشيائهم
البعض فعلوا أشياء أخرى
عطلوا ذاكرة المقاعد
و احرقوا أعقاب الإنتظار، اشعلوا بها آخر سيجاراتهم
وولوا صوب امرأة جديدة
او كارثة أكثر تهوراً
في إرتكاب الميتات المستعجلة

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى