بوعلام دخيسي - قمْ ولو لحظةً...

قمْ
ولو لحظةً
ثم عد سيدي بعدها!
هذه الأرض تنقصها طلةٌ واحدهْ
تستعيد بها شكلها
كي تدورَ كما تقتضي القاعدهْ..
قمْ
لئلا تميلَ
فلا نستقيمَ كما كنت تأمرُ
إنا عرفنا الطريقَ
ولكنها الأرض لا تستجيب لهذي الخطى العائدهْ!
قمْ
ولو برهةً!
ليس في الأرض ماءٌ وتربهْ...
ليس في الشمس نور كما كانَ
ليس في القرب أُنسٌ
ولا شوق في البعدِ
لا ذنب للناسِ
لا توبةً كي تَجُبَّهْ
هاهنا سيدي الحب والحرب لعبهْ..
هاهنا طفلة تستجير بدميتها
لا تبالغ في الحزنِ
تخشى على الدمع من مقلتيها...
وعصفورةٌ تدخل القفص المرمريَّ
تريد السلامَ
وقد رأت الغصنَ يعصِر زيتونَهُ وحدهُ...
لم يَعد في المَزارع غيرُهْ...
وإذا عطش اختار مِن سُحب الله ما لا يضرهْ...
أو تسلل ليلا مع الشهداء إلى الله يسأله الجرعة الخالدهْ..
هكذا ـ سيدي ـ سدرةُ اللهِ
لما بكت دربها
دوّنت في الجدارِ:
(لقد جاءني يوم أعرِجَ..
ينظر كيف الخلودُ وكيف المصير.ُ..)
ألا يرتقي مِن عَلٍ للصعودِ يشاهد منا المسيرَ...
يصلي بنا كلنا
عند بيتٍ
تزين بالقيد حتى يُحرَّرْ...؟!
فيذوقَ من الفطرة الدمعَ عند اليتامى..
ويهرق خمرا عصرناه للعابرين السديمَ
ويركب ظهر التخومِ..!!
هناك سيبلغ سدرتهُ
ويرى الله فينا..
ففي الأرض أيضا خلودٌ
وفي الارض كل علومِ السماءِ
وأكثرْ
هنا نقبل الفرض خمسينَ
أو مائةً
بل مئاتٍ...
عسانا نصلي على الشهداء جميعًا
ولا نرفع الشاهِدِهْ...
هنا لا نطيل الركوعَ
نقوم طويلًا
ونعلم أن الجباه التي تنحني
لم تكن كلها للسما ساجدهْ...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى