محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - اُقدم طلباً للجوء إلى العدم...

اُقدم طلباً للجوء إلى العدم
اسمي مُحمد
وابي مُجرد قاتلُ للغاب
نجارُ بسيط
لم يُفكر في العصافير المُشردة
حينما هدم السعادة في بيتها
كي يبني خزانة وبابا
ولم يُفكر في صغارِ الطير
عند الليل
فكر مثل بشري خسيس
في الحذاءِ وفي الثياب
قتل السعادة في الطبيعة
ونام في احضانِ امي
كجبل شبق
مكيج الاطراف كالأنثى
تهيئ للسحاب
لقبي
اُنادى في المزاج الشاعري
عزوز
وفي مزاج الحُزن
يكفي الصمت
لكي اعيد صياغة الكلمات
كُرسياً
مُعدا لكل شيء
سوى الجلوس
وعرفتُ امي قبل أن آتي
شهدتُ مولدها
طُفولتها
جلوسها في ضفافِ النهر
وشهدتها مُتزينة
في رُشدها
حينما اضحت عروسا
اسمي مُحمد يا عدم
وعرفتُ كل مشاعر البشرية الحمقاء
سوى الندم
وقرأت عن ماركس
وعن جون لوك
بذات الجوعِ
وأرهقني النهم
وسألتُ نفسي
كيف للعمال أن ينسوا وظيفتهم
كيف للشُعراء قُرب المائدة العربية
نكسوا رأسهم
صرخوا
نعم
مُعجب بكونديرا، وطين القريتيّ الطرفية من سنار
بكتابات سيمون ديبفوار
عن النساء
هذا انا، اُدلى امام ضريح لوركا
ككل عُمال النضال
اُدلي القسم
اتسمعني من سديمك
يا عدم
ساملأ ما تشاء من الفواتير
من الخرابات
ما تشاء من الورق
ساخبرك أنني قد حلمتُ بزوجتي بالأمس
حَبلى
فقدتُ عقلي
أكتشفتُ بأنني لا زوجة لي
اعدتُ عقلي الى اللحاف
ووضعت قُرب فم الوسادةِ
ألف قُبلة
حلمتُ أنني قد شُنقت
صحوتُ مفزوعاً
تعرق خاطري
وتبللت في الروحِ امرأةُ ندية
قلبها بحر مشاغب
وصدرها نظرات خبيثة لأيدي قتلى
يا عدم
امتهني في الألم
متمرسُ قلبي على الطعنات
منذ مولده الأخير
حبلت به أخر نسائه مُجبرة
حملته عاماً تلو عام
حملته ثم رمته في قفصِ نتن
كرجل مُشرد او أسير
انا والموسيقى توأمان
فاظننا قد نتفق
اترك وجودهم الحقير
قد نتفق
بيني وبينك حبنا للأسود المنبوذ
تاريخه الوحشي في افريقيا
ضحيةٌ للرق
بيني وبينك يا عدم
هشاشةُ
عند أكتشاف قصيدةُ سمراء
وعند المرور على فتاة
والعودة غارق في العشق
يا عدم
انظر اليّ
انا قديم
قبل الخلافة
قبل السيوف
تحشد ايادي الصبية نحو الروم
قبل الحداثة
وانكسار الفجوة بين الوقت
والمُدعى مسافة
كُنت حارسُ للزنزانة في روما
قبل المسيح
وكُنتُ جندياً شرسل
في حرب باريس ضد ثوار الطوارق
كُنت في الحانة أبان النهضة
اشرب نخب عتمتنا
واديسون جرب المصباح قبل قليل
ولم تحدث حرائق
كُنت اُملي
في اُذن داروين كذبة القِردة
وكنت عند وريث عرش الدولةِ الاموية
صعلوكا ومارقا
وصدقني
انا في عقديّ الثالث ولكنِ
ألف عامِ قبل ذلك كُنت عاشقا
اتقبلني
انا اكذب
ولكني
طريف الكذب
وكذبٌُ مثل كذبي
لا يضُر
فأنا اُفكر في المرور من العدم
ساعيد تدوين الرواية
متى أمر
اقبلني
فانا صغيراً
جيداً عند الثمالة
ولا أخاف على القصيدة من العمر
اقبلني
فلقد مللتُ من القيود
من السلاسل، والجنود
اقبلني
رجلا حزين القلب
منبوذاً
وحرا

#عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى