مارا احمد - أرفض...

ترفض .. يقينا ترفض ..تثور غضبا .. تعارض .. تسب ..تلعن .. تمتعض ..تعبس ..
بلاصوت .. بلا كلمات .. بلاجمل مرتبة حتى لو كانت فقدت في تكوينها قواعد النحو ..كبلتها نظرات العيون والانوف الطويلة الممتدة حتى خرقت قلبها الذي يفضح الحروب الدائرة داخلها..دموع تتساقط على خديها كلما أطل مذيع الجزيرة في تغطيته الإخبارية عن القتلي من الأطفال والشباب في الأرض المحتلة ..
ثمة تعمد للتخلص من مستقبل المقاومة في التخلص من أطفالها .. فالطفل هو مشروع مجاهد .. مشروع عدو تطول أظفاره لتتحول إلى مخالب تنهش في جسد تاريخهم الكذوب لتتمزق صفحاته ولا يتبقى منها إلا حضارة المقاومة ..
وهو في اللا مكان واللا زمان ترتد إليه صنيعته ملطخة بالظلم .. يختفي هناك خلف سحابة أو مجرة أو قد يكون بيننا بلاجسد كما الهواء يترصد ماصاغته يداه من حوار وسيناريو ..
هل تستمد الأرض بقاءها من تلك الدماء المسفوكة ببذخ ؟!
هل الكون كما دير اكولا يعيش على الموت .. ؟!
هل بات الموت مشهدا تمثيليا .. يقدمه الأبطال بلاعلم منهم ..؟!
هل الدماء مجرد بصمات للراحلين .. لتعلن أن هنا كان بشر ؟!
هل يشاهد كل ذلك مصفقا لكل لقطة أتقنها القاتل والقتيل ؟
كثيرة هي أجساد الاطفال بلارؤوس ولا أجزاء مكتملة .. ضاعت بل ذابت مع بذور الصنوبر والزيتون والتمر ..
فصرنا نتناول أولادنا ... أيقبل أن نتناول أبناءنا ؟!
كانت تنزف هذه القصة وهي تشاهد سينما هندية ملونة بأصناف فسفورية بلون الصيف .. تنشر الدفء والرقص والحب الخادع الذي يقايض الجسد باللامبالاة بالانانية ..كان الفيلم صامتا كما رفضها تعمدت ألا تسمع اللغة وتركت لعينيها الترجمة ..
فجأة تتمرد على عينيها وتمسك بذلك الدبوس وتخرقهما ... فلقد أرادت ان تسكت إشاراتها التي لايفهمها أحد ..
لينمو داخلها صوت ينطق بالرفض ..يصرخ من الألم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى