أمل عمر إبراهيم - أنا غرونوي الظمآن لعطرِك

بين آلاف الكعوب العاليةِ الراكضةِ في شوارعِ مانهاتن
أستطيعُ رصدَ إيقاع كعبِ حذائِك
تحديد وجهتِكْ
شكل مزاجِك
كم سنتمترٍ نقص من محيطِ خصرِك
زاد حول ساقيك
يُبعدكِ عن الوسيمِ الذي يراقبك من ركنه
*
بين حشدِ نساء منتشيات
يقِفن أمامَ حانةٍ آخر الليل
يَعوينَ رغبة
يَهِشنَ المعجَبينَ بأوشحةِ الحرير
يبحثن عن تاكسيٍ يأخذهُنَ للبيوت
وحيدات..
سعيدات بإنتصارِهِن على المشروبِ و الشبق
بينهُن..
أستطيعُ تمييز همسِك
تحديد زاوية إلتفاتِك
إتكاءِك
حرارة جِلدك
لوعتِك
*
حين تمرينَ بمكانٍ ما
لو كان على بعد خمسةِ ألف متر من أنفي
أستطيعُ تمييزَ عطرِك
تحديد إتجاه الريحِ ، موعد تفتّح الكرَز
انفصال جبلٍ جليديٍ عن قبيلتِه بعد معركةٍ فاشلةٍ مع احتباسِ الحرارة
*
أنا غرونوي الظمآن لعطرِك
المعتوه التائه في مِفرَقِ صدرِك
أنا المكتئب التاريخي
أحاولُ الانتحا*ر قفزاً من نافذة عينيكِ منذ الأزل
أفشل في كل مرة
أطُلب الرحمة .
*
أنا النبي المبعوثُ لأجلِكِ في مشهده الأخير
ساجداً أمام ربه
باكياً، متلعثمًا ،معلناً فشله
مستجدياً فُرصةً أخرى
فرصةً واحدةً فقط
واحدة..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى