عبدالحميد شْكِيّلْ - غرناطة..!!

لم يكن خروجي من غرناطة جيدا..
كنتُ..
امتطي حصانا بلون الريح ..
كنتُ . .
وحدي أحدّد الوقت..
و ينكسرالطريق..
كانت الرياح تنهش الغيم..
مشيتُ في براري العشب..
كان النهر ينساب على مقربة ..
اصغيتُ لصراصير الليل...
سمعتُ موشحا حزينا قرب دار..
بكاء قويا على منخفض ..
ارخيتُ لجام الحصان..
حدّقتُ في سماء الليل..
كان الوقت ناثراعشبه..
سيدة في الأربعين..
تمشي على درب صغير...
ارتجفت لما صهل الحصان..
جفلتْ..
أشرتُ.. لا خوف ....
هرولتُ يسارا..
صعدتُ على ربوة ..
صوّبتُ على أفق السماء..
لماذا القصيدة تتأبى..؟
لماذا المرايا تتهاطل شفقا..؟
تمرّستُ بلغات الصوفية..
قرأت سورة المُلْك..
رايتُ الظل يزحف..
الأشجار تنحني..
لاشيء على أسوار المدينة..
سبحتُ في متسع الوادي..
رايتُ الفجر يتلوى..
كانتِ القطط تموء ..
الكلاب تنهش جثث الموتى..
تقمّصتُ ذاتي..
واستويتُ في مدار من فراغ..
تملّص الوقت..
رأيتُ النخل ...
كان" لوركا" يلملم دمه..
القتلة يتوشّحون ....
سمعتُ حمحمات ...
ناديتُ الظل..
أعشاب النهر..
استجاب العويل..
تدرّج الناي..
واستوت غابة الأقحوان..!!

عبدالحميد شْكِيّلْ 27سبتمبر 2024

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى